تشهد مناطق من النصف الشرقي للكرة الأرضية الخميس 29 رمضان أول كسوف للشمس لهذا العام، وهو نوع نادر يسمى «كسوف الشمس الهجين»، وسيكون مرئيًا في أستراليا وتيمور الشرقية وإندونيسيا (بابوا الغربية وبابوا)، وسيشاهد ككسوف جزئي للشمس فوق منطقة أكبر بكثير تغطي في جنوب شرق آسيا شرق جزر الهند وأستراليا والفلبين ونيوزيلندا، إضافة إلى العديد من المناطق الأخرى في غرب المحيط الهادئ.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهره بأن هذا الكسوف للشمس غير مشاهد بسماء المملكة والوطن العربي لأن الكسوف يشاهد عادة في جزء محدد ضمن المسار الضيق لظل القمر أو شبه الظل، إضافة لميل محور دوران الأرض وموقع القمر والشمس.
وأشار إلى أن كافة مراحل الكسوف على مستوى الكرة الأرضية ستكون ما بين الساعة 04:34 صباحا إلى 9:59 صباحا بتوقيت مكة المكرمة، وخلالها سيدوم الكسوف الهجين قرابة 3 ساعات و19 دقيقة وسيقطع الظل المركزي للقمر مساراً سيبلغ طوله 13,800 كيلومتر وبعرض نحو 49 كيلومتراً وسيغطي 0.07٪ من مساحة سطح الأرض.
وبين أن القمر سيمر أمام الشمس مُنتجًا سلسلة مختلطة على طول أجزاء مختلفة من مساره، ففي البداية سيكون كسوفا حلقيا فوق المحيط الهندي ثم ينتقل إلى كسوف كلي أثناء تحركه فوق غرب أستراليا ثم سينتهي ككسوف حلقي فوق جنوب المحيط الهادئ، يُعرف هذا التسلسل بالكسوف «الهجين» وهو يحدث بسبب تقوس سطح الأرض وهو يحدث بضع مرات كل 100 سنة. وخلال القرن الحادي والعشرين الحالي هناك سبعة منها فقط كان آخرها في 3 نوفمبر 2013.
ولفت الانتباه إلى أن كسوف الشمس الهجين يحدث عندما يكون القمر على مسافة قريبة من الحد الذي يجعل ظله يصل إلى الأرض، ولأن الأرض كروية فإن القمر يكون على مسافة من الأرض بحيث تكون قمة الظل أعلى قليلاً من سطح الأرض في بداية مسار الكسوف ونهايته ما يتسبب في حدوث كسوف حلقي للشمس، ومع ذلك في منتصف مسار الكسوف تسقط قمة ظل القمر على سطح الأرض لأن هذا الجزء من الكوكب أقرب قليلاً إلى القمر لذلك سيشاهد الراصدون إما كسوفًا حلقيًا للشمس أو كسوفًا كليًا للشمس اعتمادًا على الموقع على طول مسار الكسوف المركزي.
يذكر أنه سيتبع هذا الكسوف الهجين للشمس بعد أسبوعين خسوف شبه ظل للقمر (منتصف شوال) سيكون مرصوداً بسماء السعودية والوطن العربي وفي جميع أنحاء آسيا وأستراليا وأجزاء من شرق أوروبا وشرق أفريقيا.