بعد رحلته الممتدة أعواماً طويلة التي انتقل خلالها بين مقاعد الجامعة وصولاً إلى كرسي الوزارة وانتهاءً بمنصب سفير، رحل الطبيب والوزير والسفير أسامة شبكشي إلى رحمة الله، وسجل إنجازات بكل جد وإخلاص.
ومن أزقة حارة المظلوم في جدة انطلقت رحلة أبو عبدالمجيد، وبدأها في صفوف مدرسة الفلاح لتنتهي به حاملاً شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة إيرلنجن في ألمانيا، ليستمر ذلك الشاب اليافع في سعيه نحو العطاء ويكمل دراساته العليا، حتى حصل على شهادتي دكتوراه الأولى في الطب والأخرى بعدها بعامين في علم الفلسفة.
عاد شبكشي إلى أرض الوطن، وإلى كليته التي أطلق منها حلمه نحو الدكتوراه، كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وأصبح بعد حين عميداً لها ثم تسلم منصب مدير الجامعة بعد رحلة كفاح مستمرة، بيد أنه ما لبث أن غادر كرسي الإدارة بعد ثلاثة أعوام فقط، وصدر قرار توزيره بثقة ملكية وزيراً للصحة، وشهد منسوبو الصحة أن خطاباته والتعاميم التي يوقعها لم تخل من التذكير بالله والتخويف به من تضييع الأمانة.
يقول شبكشي عن نفسه في كتاب (مواقف وأشهاد)، الذي يحكي سيرته الذاتية، إنه حين ذهب إلى ألمانيا لم يكن يملك من المال للعيش والتعلُّم إلا ما يغطي 3 أشهر، مما ألجأه للعمل في العديد من المهن كبائع للآيسكريم في أطراف مدينة تريير ومزارع في أحد الحقول لمدة 12 ساعة يومياً، لدرجة أنه كان ينام أحياناً منحنياً من شدة الألم، كما عمل في مصنع للبسكويت كذلك، حتى أنه في إحدى المرات عمل في مصنع للغواصات، وكان ضجيج المكائن عالياً والصوت القوي يمزق أذنيه حتى أصابه بالصمم، منتقلاً بعد ذلك لمدينة كيل لدراسة المرحلة الجامعية، ومن بين أربعة آلاف متقدم لم يقبل سوى 180 طالباً كان المؤلف منهم، واستمر يعمل ليلاً ويدرس نهاراً، واستمر به الحال على هذا المنوال حتى تحصّل على درجة البكالوريوس، حائزاً على الترتيب الأول على ولاية بافاريا.
شكل انتقال شبكشي من كرسي إدارة الجامعة إلى كرسي الوزارة تحدياً كبيراً في حياته، حيث مثلت تلك القفزة له حلماً كبيراً أصبح يتحقق ولكنه يحتاج إلى مزيد من العمل والعطاء والبذل والتضحية وهو ما كان منه - رحمه الله - حيث عرفت فترته الوزارية بأنها كانت لسداد الديون وسن التنظيمات والتشريعات المنظمة للعمل الصحي، وفق ما شهد به معاصروه الذين عملوا معه، كما عرف عنه - رحمه الله - صرامته وحدته في تسيير العمل، وهو ما دعا الملك فهد إلى أن يمدد له فترة وزارية ثانية نظراً لما لمسه منه من بذل وجهد. وفي عام 2003 ترك شبكشي حقيبة الصحة لينتقل مستشاراً في الديوان الملكي ثم سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في ألمانيا لعدة سنوات، قبل أن يترك العمل الدبلوماسي والحكومي ويعود إلى جدة بعد سنوات طويلة أمضاها في دهاليز المسؤولية والعمل الرسمي والمناصب العليا.
دهم المرض شبكشي وأقعده في الفراش طويلاً، ولكنه لم يمهله أكثر عندما غيّبه الموت بعد معاناته الطويلة مع مرضه العضال التي انتهت بوفاته يوم الجمعة 31 مارس 2023 في مدينة جدة.
ومن أزقة حارة المظلوم في جدة انطلقت رحلة أبو عبدالمجيد، وبدأها في صفوف مدرسة الفلاح لتنتهي به حاملاً شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة إيرلنجن في ألمانيا، ليستمر ذلك الشاب اليافع في سعيه نحو العطاء ويكمل دراساته العليا، حتى حصل على شهادتي دكتوراه الأولى في الطب والأخرى بعدها بعامين في علم الفلسفة.
عاد شبكشي إلى أرض الوطن، وإلى كليته التي أطلق منها حلمه نحو الدكتوراه، كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وأصبح بعد حين عميداً لها ثم تسلم منصب مدير الجامعة بعد رحلة كفاح مستمرة، بيد أنه ما لبث أن غادر كرسي الإدارة بعد ثلاثة أعوام فقط، وصدر قرار توزيره بثقة ملكية وزيراً للصحة، وشهد منسوبو الصحة أن خطاباته والتعاميم التي يوقعها لم تخل من التذكير بالله والتخويف به من تضييع الأمانة.
يقول شبكشي عن نفسه في كتاب (مواقف وأشهاد)، الذي يحكي سيرته الذاتية، إنه حين ذهب إلى ألمانيا لم يكن يملك من المال للعيش والتعلُّم إلا ما يغطي 3 أشهر، مما ألجأه للعمل في العديد من المهن كبائع للآيسكريم في أطراف مدينة تريير ومزارع في أحد الحقول لمدة 12 ساعة يومياً، لدرجة أنه كان ينام أحياناً منحنياً من شدة الألم، كما عمل في مصنع للبسكويت كذلك، حتى أنه في إحدى المرات عمل في مصنع للغواصات، وكان ضجيج المكائن عالياً والصوت القوي يمزق أذنيه حتى أصابه بالصمم، منتقلاً بعد ذلك لمدينة كيل لدراسة المرحلة الجامعية، ومن بين أربعة آلاف متقدم لم يقبل سوى 180 طالباً كان المؤلف منهم، واستمر يعمل ليلاً ويدرس نهاراً، واستمر به الحال على هذا المنوال حتى تحصّل على درجة البكالوريوس، حائزاً على الترتيب الأول على ولاية بافاريا.
شكل انتقال شبكشي من كرسي إدارة الجامعة إلى كرسي الوزارة تحدياً كبيراً في حياته، حيث مثلت تلك القفزة له حلماً كبيراً أصبح يتحقق ولكنه يحتاج إلى مزيد من العمل والعطاء والبذل والتضحية وهو ما كان منه - رحمه الله - حيث عرفت فترته الوزارية بأنها كانت لسداد الديون وسن التنظيمات والتشريعات المنظمة للعمل الصحي، وفق ما شهد به معاصروه الذين عملوا معه، كما عرف عنه - رحمه الله - صرامته وحدته في تسيير العمل، وهو ما دعا الملك فهد إلى أن يمدد له فترة وزارية ثانية نظراً لما لمسه منه من بذل وجهد. وفي عام 2003 ترك شبكشي حقيبة الصحة لينتقل مستشاراً في الديوان الملكي ثم سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في ألمانيا لعدة سنوات، قبل أن يترك العمل الدبلوماسي والحكومي ويعود إلى جدة بعد سنوات طويلة أمضاها في دهاليز المسؤولية والعمل الرسمي والمناصب العليا.
دهم المرض شبكشي وأقعده في الفراش طويلاً، ولكنه لم يمهله أكثر عندما غيّبه الموت بعد معاناته الطويلة مع مرضه العضال التي انتهت بوفاته يوم الجمعة 31 مارس 2023 في مدينة جدة.