-A +A
أثبتت المملكة قدرتها على إدارة الأزمات في مختلف المجالات، وتوظيف مخرجاتها للإنسان والمكان، وبما يضمن الحياة الكريمة والتنمية الشاملة، وبما لا يؤثر على استمرارية العملية التنموية، مهما كانت حدة هذه الأزمات وتعقيداتها داخلياً أو خارجياً.

ومنذ تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، وبمساندة من عضيده ومهندس الرؤية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، والمملكة تُبهر العالم في كيفية إدارة الأزمات، بل وأصبحت الأنموذج الذي يحتذى به عالمياً، وتسعى دول كثيرة إلى تطبيقه، بل وتدريسه، وتقديمه كمثال يجب تطبيقه في مواجهة الأزمات.


وما أسهم في تحقيق المملكة لهذه النجاحات في إدارة الأزمات هو أن الخطط الحكيمة التي يقودها ولي العهد، تعتمد على فصل التعاطي مع أزمة بعينها عن سير العملية التنموية الشاملة، من خلال تخصيص فرق عمل معينة وبمسؤوليات محددة مهمتها مواجهة الأزمات، بينما فرق أخرى تواصل أعمالها في بقية المجالات عسكرية أو اقتصادية أو سياسية أو خلافها، وبما يضمن عدم تعطيل جوانب التقدم والازدهار.

ولعل تجارب كثيرة تؤكد سياسة المملكة المتفردة في إدارة الأزمات، مع استمرارية صنع الإنجازات النوعية وفي مقدمتها الأزمة اليمنية، وجائحة كورونا، حيث مارست في الأولى سياسة النفس الطويل، والتركيز على التوافق مهما كانت التباينات، وصولاً إلى عملية سلام، وفي الثانية القرارات والتعليمات الصارمة، المغلفة بإنسانية المملكة المعهودة، في التعامل مع المقيمين بنفس القدر مع المواطن، واتخاذ خطوات احترازية غير مسبوقة ساهمت في تجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر البشرية.

خلال ثماني سنوات مضت وهي عمر الأزمة اليمنية، مروراً بجائحة كورونا، حققت المملكة من الإنجازات والإصلاحات على المستويين الداخلي والخارجي وفي جميع المجالات ما لم يتحقق في عشرات السنوات، وهو ما يؤكد القدرة على إدارة الأزمات، وبما لا يجعلها - وهذا هو الأهم - عائقاً في طريق تحقيق الآمال والتطلعات وما أكثر ما تحقق منها. تجربة المملكة المتفردة في إدارة الأزمات، وما حظيت به من إعجاب وتقدير دوليين، لن يجعلها بمعزل عن التعامل باحترافية مع الأزمة السودانية وإيجاد الحلول المناسبة لها، وبما يضمن عودة الأمن والأمان والاستقرار للشعب السوداني الشقيق.