مسيرة طويلة من الركض امتدت عقوداً طواها «أبو عمرو»، اليوم، في ضاحية التجمع الخامس بالقاهرة، وهي الرحلة الشاقة التي بدأت من إحدى بلدات محافظة المنوفية المصرية، وعبرت إلى جدة بالسعودية التي فتحت ذراعيها للزميل محمد طلبة صحفياً نابهاً ومهنياً فذاً في «عكاظ» التي ارتقت الصدارة «لتكون أولاً» في بلاط صاحبة الجلالة بعد أن رفدها أساتذتها وتلاميذها، الباقون والراحلون، بعصارة تجاربهم وعميق محبتهم وصدق انتمائهم للصحيفة التي ظلت تدافع عن قيم المهنة وأخلاقياتها على مدى عقود.
عرفت صالات تحرير «عكاظ» الزميل الراحل محمد طلبة دويدار فارساً من فرسانها، تنقل في أقسامها كافة معاصراً لأجيال من الخبراء والنابهين والتلاميذ حتى أن قلبه الكبير لم يصمد كثيراً أمام مشاق الصحافة والحب الذي أنفقه على العشرات من محبيه وتلاميذه وأساتذته فعلّ أكثر من مرة، وخضع لأكثر من جراحة مفتوحة لم تصمد أمام سيل الحب الوافر، يخضع لجراحة ثم سرعان ما يعود إلى مهنته التي عشقها أكثر حيوية وشباباً.
في هذا اليوم توقف قلب المحب لتبدأ رحلته الأخيرة من داره في القاهرة إلى بلدته «قشطوخ» في أقاصي المنوفية في نهاية ظل يهفو إليها أن يوارى الثرى في قريته ومهد صباه.
صالات تحرير «عكاظ» وقد تعاقب عليها نابهون ونابهات، أساتذة وتلاميذ، شهدت صولات أبي عمرو وجولاته بين ردهاتها، الضجيج المحبب، وسيجارة كليوباترا العتيقة التي لا تفارق شفتيه، حتى أن مطفأة الدخان الأسود التي تتوسط مكتبه تئن وتشكو، وفي صخب الركض اليومي والملاحقة للحدث والمتابعة ودائرة الاجتماعات الطويلة المرهقة تنطفئ السيجارة العتيقة لتشتعل أخرى!
سنوات محمد طلبه في «عكاظ» الأثيرة لا تقاس بالأيام، هي أقرب إلى رحلة الفضاء بمطباتها وغلافها وصفحاتها التي لا تطوى. جاءها شاباً قبل نحو 30 عاماً ليغادرها وسط مشاعر محبيه عائداً إلى مصر مديراً لمكتبها، ولم يقعده العارض الصحي عن هجر اثيرته الصحافة، وفي هذا الصباح غادر في رحلته الأخيرة بأزمة قلبية مفاجئة تاركاً خلفه سيرة عطرة وميراثاً في فنون المهنة رفدها لنجله «عمرو» الزميل الصحفي في جريدة «اليوم السابع» القاهرية و«حازم» الناشئ في بلاط المهنة ثم «باسم» طبيب الأسنان و«فرح» الطالبة في الثانوية العامة، وإلى عشرات من ناشئة الصحفيين الذين تتلمذوا على يديه.
«عكاظ» التي تودع اليوم فارسها «أبا عمرو» تتذكر بكل التقدير والوفاء، مشواره الطويل على صفحاتها بين «المانشيت» و«الديسك» و«شرح الصورة» وأساليب الصياغة والتحقيق ومتاعب الطبعتين و«الصفحات المبيتة» وإيقاف الطبع إن جدّ جديد..
وداعاً محمد طلبة دويدرا!
عرفت صالات تحرير «عكاظ» الزميل الراحل محمد طلبة دويدار فارساً من فرسانها، تنقل في أقسامها كافة معاصراً لأجيال من الخبراء والنابهين والتلاميذ حتى أن قلبه الكبير لم يصمد كثيراً أمام مشاق الصحافة والحب الذي أنفقه على العشرات من محبيه وتلاميذه وأساتذته فعلّ أكثر من مرة، وخضع لأكثر من جراحة مفتوحة لم تصمد أمام سيل الحب الوافر، يخضع لجراحة ثم سرعان ما يعود إلى مهنته التي عشقها أكثر حيوية وشباباً.
في هذا اليوم توقف قلب المحب لتبدأ رحلته الأخيرة من داره في القاهرة إلى بلدته «قشطوخ» في أقاصي المنوفية في نهاية ظل يهفو إليها أن يوارى الثرى في قريته ومهد صباه.
صالات تحرير «عكاظ» وقد تعاقب عليها نابهون ونابهات، أساتذة وتلاميذ، شهدت صولات أبي عمرو وجولاته بين ردهاتها، الضجيج المحبب، وسيجارة كليوباترا العتيقة التي لا تفارق شفتيه، حتى أن مطفأة الدخان الأسود التي تتوسط مكتبه تئن وتشكو، وفي صخب الركض اليومي والملاحقة للحدث والمتابعة ودائرة الاجتماعات الطويلة المرهقة تنطفئ السيجارة العتيقة لتشتعل أخرى!
سنوات محمد طلبه في «عكاظ» الأثيرة لا تقاس بالأيام، هي أقرب إلى رحلة الفضاء بمطباتها وغلافها وصفحاتها التي لا تطوى. جاءها شاباً قبل نحو 30 عاماً ليغادرها وسط مشاعر محبيه عائداً إلى مصر مديراً لمكتبها، ولم يقعده العارض الصحي عن هجر اثيرته الصحافة، وفي هذا الصباح غادر في رحلته الأخيرة بأزمة قلبية مفاجئة تاركاً خلفه سيرة عطرة وميراثاً في فنون المهنة رفدها لنجله «عمرو» الزميل الصحفي في جريدة «اليوم السابع» القاهرية و«حازم» الناشئ في بلاط المهنة ثم «باسم» طبيب الأسنان و«فرح» الطالبة في الثانوية العامة، وإلى عشرات من ناشئة الصحفيين الذين تتلمذوا على يديه.
«عكاظ» التي تودع اليوم فارسها «أبا عمرو» تتذكر بكل التقدير والوفاء، مشواره الطويل على صفحاتها بين «المانشيت» و«الديسك» و«شرح الصورة» وأساليب الصياغة والتحقيق ومتاعب الطبعتين و«الصفحات المبيتة» وإيقاف الطبع إن جدّ جديد..
وداعاً محمد طلبة دويدرا!