أكمل طاقم المهمة العلمية «AX-2» التي تضمّ رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني، الاستعدادات النهائية، قبل التوجه إلى الفضاء غداً (الأحد) 21 مايو 2023.
حيث تم وضع صاروخ «فالكون 9» ومركبة «دراجون» على منصة الإطلاق استعدادا لنقل طاقم المهمة إلى محطة الفضاء الدولية.
ويعد برنامج المملكة لرواد الفضاء مبادرة طموحة ورائدة تم إطلاقها؛ بهدف تعزيز مكانة السعودية في مجال الفضاء وتطوير قدراتها البشرية والصناعية في هذا المجال، وتحفيز الابتكار والتميز والتكامل بين مختلف الجهات المعنية في قطاعات الفضاء الوطنية والدولية، وتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهمات المستقبلية المتعلقة بالفضاء.
وتكْمن أهمية البرنامج في زيادة الوعي والاهتمام بوظائف وتخصصات العلوم والتكنلوجيا والهندسة والرياضيات، والابتكار وتعزيز ثقافة الابتكار، حيث أسهمت الرحلات المأهولة للفضاء السابقة في تقديم الكثير من الابتكارات المهمة عالميًا مثل (تقنيات الليزر وأجهزة التنفس ومنقيات الهواء)، إلى جانب تنمية رأس المال البشري وجذب الكفاءات القادرة وتطويرها على الإسهام الفاعل في بناء قطاع الفضاء، والعوائد التجارية المحتملة للقطاع التجاري تتبع نجاح البرنامج.
ويتضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء الذي يأتي بصفته حزمة متكاملة تحت مظلة «رؤية السعودية 2030» إرسال رواد ورائدات فضاء سعوديين إلى الفضاء في مهمات لخدمة البشرية، حيث ينطلق رائدا الفضاء السعوديان، ريانة برناوي التي تعد أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، وعلي القرني، الذي يعد أيضًا أول رائد فضاء سعودي إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، غداً (الأحد) 21 من شهر مايو الجاري، في رحلة علمية، تمثل حدثًا تاريخيًّا للسعودية، وتدشن مرحلة جديدة للمملكة في مجال الفضاء، وتعد رحلات الفضاء المأهولة مقياسًا لتفوق الدول وتنافسيتها عالميًا في العديد من المجالات مثل التقدم التكنولوجي والهندسي والبحث العلمي والابتكار.
وسيجري رواد الفضاء من أبناء الوطن خلال رحلة الفضاء العديد من التجارب والدراسات منها: دراسة تغييرات المؤشرات الحيوية في الدم والتي تبين أنسجة الدماغ الوظيفية في مهمات الفضاء قصيرة المدى لتحديد مدى أمان هذه الرحلات للدماغ، وقياس تأثير رحلات الفضاء قصيرة المدى على طول التيلومير، وتجربة قياس الحدقة لقياس الضغط داخل الجمجمة عن طريق استخدام جهاز أوتوماتيكي لقياس الحدقة في مهمة الفضاء قصيرة المدى لقياس أي تغييرات في الضغط داخل الجمجمة، وتعزيز معرفتنا في المتلازمة العصبية-العينية المرتبطة بالرحلات الفضائية (SANS)، واستخدام تخطيط أمواج الدماغ لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ، ودراسة تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على النشاط الكهربائي في الدماغ باستخدام جهاز متنقل يقوم بعمل تخطيط أمواج للدماغ، وقياس قطر غلاف العصب البصري لرواد الفضاء خلال مهمة فضاء قصيرة المدى، وتجربة الإرواء الدماغي وتعديلات وضع الدماغ في الجاذبية الصغرى عن طريق استخدام التنظير الطيفي للأشعة القريبة من تحت الحمراء بصفتها تقنية غير جراحية لقياس الإرواء الدماغي وتعديلات وضع الدماغ في الجاذبية الصغرى، وتجربة الاستمطار في الجاذبية الصغرى من خلال دراسة احتمالية الاستمطار في بيئة الجاذبية الصغرى لمعرفة تطبيقاته في المستوطنات على سطح القمر والمريخ، وتجربة علوم الخلايا وفهم كيفية تغير الاستجابة الالتهابية في الفضاء وخصوصًا التغييرات الحاصلة على عمر الحمض النووي الريبونووي المراسل وهو جزيء أساسي لإنتاج البروتينات المؤدية للالتهاب.
وسيتم أيضًا استخدام نموذج خلايا مناعية لمحاكاة أستجابة الالتهاب للعلاج الدوائي أثناء الجاذبية الصغرى في الفضاء, إلى جانب تجارب توعوية وتعليمية في الجاذبية الصغرى, وهي ثلاث تجارب مختلفة: (تجربة انتشار الألوان السائلة بالتركيز على ميكانيكا السوائل، تجربة الطائرة الورقية الفضائية بالتركيز على الديناميكية الهوائية، و تجربة أنماط انتقال الحرارة بالتركيز على طرق انتقال الحرارة)، والهدف من هذه التجارب هو تمكين الطلاب السعوديين بالتفكير النقدي في تأثير الجاذبية الصغرى على سلوك تجاربهم ونتائجها، كما تعزز نتائج الأبحاث مكانة السعودية عالميًّا في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، وتؤكد دور مراكز الأبحاث السعودية في إحداث تأثير في عدد من المجالات ذات الأولوية، مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء، بما يسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
يذكر أن الهيئة السعودية للفضاء أطلقت في وقت سابق برنامج المملكة لرواد الفضاء، وتأتي هذه الرحلة ضمن حزمة متكاملة بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والإسهام في رفع مكانة المملكة وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.