-A +A
تواصل المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان تحقيق الإنجازات النوعية في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والثقافية، يدفعها إلى ذلك شعب جبّار أثبت أنه الرقم الصعب بين شعوب العالم في التفاعل الإيجابي مع ما يشهده العالم من تطور تقني في مختلف المجالات.

فما إن اختتمت في جدة واحدة من أنجح القمم العربية، رغم أنها جاءت وسط ظروف صعبة وبالغة الأهمية، حتى تحقق للمملكة الصعود إلى الفضاء أمس (الأحد)، والذي يأتي ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء بصفته حزمة متكاملة تحت مظلة «رؤية السعودية 2030» لإرسال رواد ورائدات فضاء سعوديين إلى الفضاء في مهمات لخدمة البشرية، حيث انطلق رائدا الفضاء السعوديان، ريانة برناوي التي تعد أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، وعلي القرني، الذي يعد أيضاً أول رائد فضاء سعودي إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، في رحلة علمية، تمثل حدثاً تاريخياً للسعودية، وتدشن مرحلة جديدة في مجال الفضاء، خصوصاً أن رحلات الفضاء المأهولة تعد مقياساً لتفوق الدول وتنافسيتها عالمياً في العديد من المجالات مثل التقدم التكنولوجي والهندسي والبحث العلمي والابتكار.


ولم تأتِ هذه الرحلة مصادفة وإنما بعد ترتيبات وإعداد لضمان نجاحها، حيث أكمل طاقم المهمة العلمية «AX-2» التي تضمّ رائدي الفضاء السعوديين الاستعدادات النهائية، قبل التوجه إلى الفضاء أمس (الأحد)، حيث تم وضع صاروخ «فالكون 9» ومركبة «دراجون» على منصة الإطلاق استعداداً لنقل طاقم المهمة إلى محطة الفضاء الدولية. ويعد برنامج المملكة لرواد الفضاء مبادرة طموحة ورائدة تم إطلاقها بهدف تعزيز مكانة السعودية في مجال الفضاء وتطوير قدراتها البشرية والصناعية في هذا المجال، وتحفيز الابتكار والتميز والتكامل بين مختلف الجهات المعنية في قطاعات الفضاء الوطنية والدولية، وتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهمات المستقبلية المتعلقة بالفضاء.

وتؤمن القيادة أن أهمية البرنامج تكمن في زيادة الوعي والاهتمام بوظائف وتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والابتكار وتعزيز ثقافة الابتكار، خصوصاً أن الرحلات المأهولة للفضاء السابقة أسهمت في تقديم الكثير من الابتكارات المهمة عالمياً، إلى جانب تنمية رأس المال البشري وجذب الكفاءات القادرة وتطويرها على الإسهام الفاعل في بناء قطاع الفضاء، والعوائد التجارية المحتملة للقطاع التجاري تتبع نجاح البرنامج.

ولن تقف هذه الإنجازات السعودية عند هذا الحد، فلا يكاد يمر يوم إلا ويتم تسجيل نجاح عالمي في السياسة والاقتصاد والأمن وكثير من المجالات، ما يؤكد قيادة وريادة السعودية عالمياً بفضل من الله ثم بدعم القيادة، وكفاءة أبناء وبنات الوطن الذين رفعوا اسم السعودية عالياً في مختلف المحافل الدولية.