من أكثر مسميات الوظائف المستحدثة شيوعًا، مسمى صانع أو صانعة محتوى، فهذه الوظيفة الجديدة القديمة صارت شائعة إلى حد التبس على كثيرين توصيف مهماتها ووظائفها.. هنا الباحث الإعلامي ومختص الاتصال المؤسسي عبد المجيد إدريس يقدم خلاصة ورشة عمل في معرض المدينة المنورة للكتاب حول هذا المسمى وتحديدًا حول مسمى صانع المحتوى التسويقي.
وبداية لذلك وضع إدريس عدة نقاط لتبسيط الفكرة بدأها من الأساس، حيث وضح أولًا: ما هو المحتوى؟ وذلك بقوله: المحتوى هو أي مادة مكتوبة أو مسموعة أو مرئية نجد فيها رسالة تكون على شكل تصميم أو فيديو أو صوت بالراديو... هذه المادة الموجودة هي التي نسمعها... مثلًا مضمون الورشة التي أقدمها الآن هو محتوى... إذن المحتوى هو أي مادة تتناول شيئا ما نقدمه للآخرين لأهداف عدة سواء للتعلم أو للمتعة أو غيره.. لذلك كل مادة هي محتوى.. الأغنية محتوى، الفيلم محتوى، والمسلسل محتوى..
لكن في ورشتنا هذه سوف نتكلم عن محتوى متخصص ألا وهو المحتوى التسويقي.. وهو أي مادة مكتوبة أو مسموعة أو مرئية الهدف منها نقل معلومات محددة إلى فئة محددة إما للتعريف بشيء ما أو الترويج لشيء ما لتحقيق هدف ما هذا الهدف إما زيادة الاشتراك أو زيادة المبيعات أو تغيير السلوك.. لذا المحتوى التسويقي قد يكون إما لشركة أو جهة حكومية.
وبعد ذلك تطرق عبد المجيد إدريس إلى الجزئية الثانية وهي:
لماذا المحتوى التسويقي حاليًا مهم جدًا؟
وأجاب على ذلك بقوله:
أول شيء وأهم سبب هو أننا الآن أصبحنا نعيش في مجتمع معلوماتي.. المعلومة فيه حولنا من كل مكان لذلك صارت المنافسة جدًا صعبة حتى تظهر رسالتك ويتعرف عليها الجمهور الذي تستهدفه.. لنأخذ مثالا على ذلك.. «تخيل نفسك أنت الآن ماسك جوالك.. العالم كله بين يديك، محتويات كثيرة جدًا تقدمها التطبيقات التي على جوالك أو حتى متصفح النت، وقررت تختار الذي يهمك وفتحت السناب شات بتلقى هناك محتويات كثيرة لكن ما راح تشوف وتقرأ إلا الذي يهمك ويرتبط فيك ويرضي رغباتك أنت».
وبعد ذلك تطرق إلى الفرق بين المحتوى الحكومي والخاص، مشيرًا إلى أن الأصل وجود عوامل مشتركة بينهما، ولكن هناك فروقا جوهرية تتمثل في نبرة الصوت الحكومي فهو أكثر رسمية ومباشرة، أما القطاع الخاص فعنده مساحة أكبر، ومن حيث الأهداف؛ فالمحتوى الحكومي يتنوع ما بين الإخباري التوعوي، وقليلاً ما يكون تسويق المنتج، أما القطاع الخاص فجميع أنشطته الاتصالية تهدف لزيادة المبيعات.
أما الجزئية الأساسية حول كيفية كتابة محتوى تسويقي؟
ولخصها بقوله: إن كتابة المحتوى هي مهارة حالها حال كل مهارة يمكن تعلمها بشكل تصاعدي بمعنى ليست محصورة فقط على الموهوبين بالكتابة لا خطأ الموضوع بحاجة إلى معرفة ومحاولة مستمرة وصبر وقدرة على تخطي الصعاب والصعب والتعود.. «الكتابة أحيانًا أشبهها بأنها عملية معقدة كأنك تحل مشكلة رياضية، لذا الكاتب بالنسبة لي هو آخر واحد كسلان بل شخص يحرك كل قدراته العقلية، لذلك برأيي كتاب المحتوى من أحد الناس ذكاء وقدرة على التركيز والملاحظة».
لإتقان هذا المهارة أول شيء الرغبة والسعي الجاد للإبداع.. وفي النقاط التالية سأقدم لكم أبرز الأشياء الجوهرية والمهارات الرئيسية التي يلزم التركيز عليها ككاتب محتوى.. أولها وهو المفتاح الأساسي دائما لكتابة المحتوى المبدع هو أنك كيف تصنع الفكرة.. كيف تخلق الأفكار وتطور نفسك دائما في هذه الشيء كأول هدف تطمح له ككاتب محتوى.
والشيء الرئيسي الثاني المهم هو الفئة المستهدفة أو عميلك.. «لا أريد حقيقة يكون ذكر هذه العبارة وكأنها عبارة مستهلكة ومكررة.. من كثر ما سمعناها وصار ما لها معنى وكلام نظري.. بحاول هنا أوضح لكم بشكل موجز ومختصر المقصود فيها بطريقة ثانية.. الفكرة وما فيها أنه إذا جيت تسوي محتوى حاول تعرف بشكل جيد أنت تستهدف مين بالضبط وتكون عارف الناس الذين تستهدفهم.. تعرف الذي يهمهم ومشاكلهم وتعرف اهتماماتهم.. باختصار إنك تضع قبل ما تكتب أي مادة بتصور جيد عن الناس الذين بتكتب لهم وأنت تكتب تخيلهم كيف سيقرأون المادة وضع نفسك مكانهم.. وتساءل هل العبارة هذه بتحقق هدفي من الحملة؟».
والشيء الثالث.. وهو أن تكون قادرا على كتابة عبارة تسويقية ملفتة وتجذب انتباه العميل الذي تستهدفه.
وبعد ذلك قدم إدريس مجموعة من النصائح الذهبية في الكتابة:
1- حدد قبل أن تكتب بشكل جيد لماذا تكتب هذا الموضوع ولمن وكيف ستعرض كلامك.
2- تعمق في الموضوع قبل الكتابة عنه.. لا تكتب عن أي شيء عندما لا تكون لديك مادة تستند علها.
3- الوضوح والاختصار والإيجاز في الكلام.. خير الكلام ما قل ودل، وإذا كان عنك كلام كثير بتكتبه وعلى فقرات.. حط عناوين فرعية وركز أكثر على تقسيم المحتوى.. احذف الكلام الزائد وعدم تكرار الأفكار وتذكر أنك إذا قدرت تكتب كلمة واحد بدل كلمتين ضع تلك الكلمة.
4- اكتب بإيجابية دائمًا وتجنب العبارات السلبية.
5- ابتعد في كلامك عن نحن.. عملاؤك لا يحبذون حديثك عن نفسك.. يريدون أن تتكلم عنهم تتكلم وتقدم لهم مادة تساعدهم.. اجعلهم محور حديثك.
6- اكتب بهمة لا تتوقف فالكتابة ليست بالشيء السهل بل بحاجة إلى مجهودات كبيرة، فالكاتب الجيد صبور وصاحب همة عالية.. شاهد الآخرين وطور نفسك ولا تتوقف.