نيابة عن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أطلق وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أمس (الأحد) الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين 2023، تحت شعار «التعاون من أجل الازدهار».
وعدّ مراقبون الملتقى العربي الصيني الذي تستضيفه العاصمة الرياض إحياء لـ«طريق الحرير» البري والبحري الذي ربط آسيا والشرق الأوسط وأوروبا لعقود طويلة بروابط تجارية وثقافية تم من خلالها تبادل السلع والمنتجات والثقافات والعلوم.
وزير الطاقة: نحن بدو.. لدينا قوة تحمل
أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، على متانة العلاقات السعودية-الصينية، مضيفاً أن الطلب على النفط في بكين لا يزال في تزايد، وبين البلدين قدر كبير من التعاون في مجالات عدة.
وكشف وزير الطاقة خلال مشاركته في الدورة العاشرة لمؤتمر الأعمال العربي الصيني أمس، أنه سيتم الإعلان قريباً عن استثمارات ضخمة سعودية-صينية مشتركة، وشدد على قوة تحمل الشعب السعودي، قائلاً: «نحن بدو عشنا الحياة القاسية ولدينا قوة تحمل، فجلودنا قوية لا تتأثر بما يردد عنا من مغالطات».
وقال وزير الطاقة «أتجاهل الانتقادات الموجهة لتنامي العلاقات السعودية-الصينية، ولدينا طموحات كبيرة في تصدير الكثير من المنتجات للعالم وبرنامج طموح لتبادل الاستثمارات مع الصين. ولن أكون مندهشاً إذا سمعتم مزيداً من الإعلانات قريباً عن استثمارات سعودية-صينية، وبكين ستنخرط معنا بشكل أكبر في أنشطة نقل النفط، وسنقوم ببناء العديد من المصافي لتحويل النفط إلى بتروكيماويات، وسنعمل على أن نصل إلى 30 مليون طن من الكيماويات».
وأضاف أن الرياض وبكين لديهما قدر كبير من التعاون الثنائي، مضيفاً أن التعاون مع الصين لا يعني إيقاف التعاون مع الآخرين «ليس علينا التنافس مع الصين بل التعاون معها، ولدينا الرغبة والاستعداد للتعاون مع الصين، كما أن السعودية منخرطة مع الجميع وستذهب حيث توجد الفرص».
وأشار في حديثه إلى عدم معرفة مستقبل أسواق النفط قائلاً «لا أملك عصاً سحرية للتنبؤ بأسعار النفط»، مضيفاً أن أعضاء «أوبك بلس» يعملون للمحافظة على استقرار أسعار الطاقة عالمياً.
وتابع: المملكة والصين تعملان على عدد من الاستثمارات، بما فيها الطاقة المتجددة، وبرامج توطين الصناعة محلياً، لافتاً إلى أن السعودية لديها منهجية في الجانب العالمي، وهي منهجية بسيطة جداً «نعتقد أن هنالك الكثير من الفرص المتاحة عالمياً، والسعودية في موقع محوري جغرافيا، ويمكننا أن نصل إلى كثير من الأطراف، وأن نشارك وأن نعمل مع الجميع، ومن يريد أن يستثمر معنا نستثمر معه».
وزير الخارجية: فرصة لتعزيز وتكريس الشراكة التاريحية
من جانبه، أكد وزير الخارجية حرص ولي العهد على الرفع من مستوى العمل للخروج بنتائج تليق بالشراكة العريقة والمتقدمة في جميع المجالات الاستثمارية الحيوية بين الدول العربية والصين، مشيراً إلى أن المؤتمر فرصة للعمل على تعزيز وتكريس الصداقة العربية الصينية التاريخية.
وأشار وزير الخارجية إلى الزيارة التاريخية الناجحة للرئيس الصيني إلى الرياض في ديسمبر 2022، التي زادت من توطيد الروابط بين البلدين في كافة المجالات.
وزير الاستثمار: ملتزمون بالعمل كجسر رابط بين العرب والصين
أكد وزير الاستثمار خالد الفالح أن رعاية ولي العهد للدورة، والمملكة ترأس جامعة الدول العربية، تُجسد اهتمام قيادات العالم العربي بتعزيز العلاقات العربية مع الصين، وتوسيع قاعدة ما حققته من نجاحات في أروقة السياسة والدبلوماسية، لتشمل ساحات الاقتصاد والاستثمار والتنمية الشاملة، ولتُسهم في خلق فرصٍ جديدة لشراكات مستدامة. وقال «نحن ملتزمون بالعمل كجسر يربط العالم العربي بالصين ويُسهم في نمو وتطور علاقاتهما، واستضافتنا لهذا الجمع الحاشد من القادة المتميزين دليلٌ على ذلك»، باعتبار المملكة الاقتصاد الأكبر في الشرق الأوسط، والأسرع نموا في العالم خلال العام الماضي 2022، والشريك الرئيسي للصين في العالم العربي وبوابة له.
وأعلن الفالح إطلاق «طريق حرير عصري جديد» بين الصين والعرب، ودعا إلى أن «نعمل من اليوم ومن خلال هذا المؤتمر على إطلاق طريق حرير عصري جديد، يكون محركها رؤيتنا للتعاون والتشارك، ووقود انطلاقتها شبابنا وابتكاراتنا، لنحقق مصالحنا ومصالح شركائنا في كل أنحاء العالم».
وأكد الفالح أن إستراتيجيات التنمية الاقتصادية في السعودية، المبنية على رؤية وطنية مميزة والمرتكزة على خطط وبرامج تنفيذية قوية، هي من أهم محركات وموجهات النمو في المملكة، حيث تمثل رؤية 2030 نموذجا لهذه الإستراتيجيات التي ستسهم في إعداد المنطقة العربية لمستقبلها الواعد.
وأشار وزير الاستثمار إلى أن وقود العالم العربي الذي سيطلق طاقات التعاون بينه وبين الصين يتمثل في المقام الأول في موارده البشرية، حيث يبلغ عدد سكانه أكثر من نصف مليار نسمة، غالبيتهم من الشباب، كما يكمن في الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية الذي يصل مجموعه إلى 3 تريليونات و500 مليار دولار، ثلثها في السعودية.
وأضاف أن ذلك الوقود للعالم العربي يتمثل أيضا في الثروات الطبيعية الهائلة، وموارد الطاقة المتنوعة، التقليدية منها أو المتجددة، كذلك يتمثل في الموقع الجغرافي المميز، وهي إمكانات تعد جميعها بنهضة شاملة كما ذكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باتجاه النمو والتوسع، وتخلق فرصا هائلة للنهضة القادمة وللتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري.