يعتبر حب الشباب من أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً، وللأسف تكثر الممارسات الخاطئة في علاجه، نحاول هنا أن نستعرض أبرز تلك الممارسات، ونوضح أهمية العلاج لهذه المشكلة.
في البداية، لا بد أن نوضح أن مشكلة حب الشباب قد تصيب مختلف الأعمار وليست مرتبطة بسن المراهقة أو عمر معين، كما أن مختلف أنواع البشرة حتى البشرة الجافة قد تكون عرضة للإصابة بحب الشباب. فاختيار العلاج المناسب حسب نوع البشرة وحسب شدة المشكلة يعتبر عاملاً رئيسياً لنجاح خطة العلاج. وللأسف تكون لدى بعض المراجعين وبالأخص لدى آباء وأمهات المصابين بحب الشباب، أن هذه المشكلة بغض النظر عن شدتها هي مشكلة عمرية مؤقتة تزول مع الأيام دون الحاجة لعلاج، وفي الحقيقة أن علاج حب الشباب في بداياته أسهل وأوفر بكثير من علاج آثاره، إذ أن ترك حب الشباب الشديد، ونعني به حب الشباب المتكيس والذي يكون على شكل التهاب وحبوب حمراء وصديدية، دون معالجة قد تكون له آثاره الجسدية المتمثلة في ظهور التصبغات أو ندب حب الشباب وآثاره النفسية المتمثلة في العزلة الاجتماعية بسبب مظهر الحبوب. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار وجود أنواع مختلفة من حب الشباب فيجب تحديد النوع لنتمكن من رسم خطة العلاج بنجاح. فمثلاً حب الشباب الهرموني، والذي يتميز بتمركز ظهور الحبوب في أسفل الوجه ومنطقة الذقن، وقد يصاحب باعتلالات هرمونية أخرى، كعدم انتظام الدورة الشهرية أو نمو شعر زائد في الوجه لدى الإناث، قد يفشل العلاج إذا ما ركزنا فقط على علاجات حب الشباب التقليدية وأهملنا علاج مشكلة الهرمونات.
وهناك نوع من أنواع حب الشباب يتمثل في ظهور حبوب صغيرة على مقدمة الرأس والجبهة، ويرتبط باستخدام مستحضرات العناية بالشعر، إذ أن تلك المستحضرات تحتوي على مهيجات للبشرة وتسبب انسداداً في المسام، مسببة ظهور حب الشباب في تلك المناطق، وبعض أنواع حب الشباب ترتبط بتناول فيتامينات معينة مثل فيتامين ب 12، وبالتالي معرفة السبب ومعالجته تزيد من فرص نجاح العلاج. وبالنظر لأكثر علاجات حب الشباب الموضعية شيوعاً، وهي مقشرات فيتامين A، نجد أن بعض المرضى يقوم بإيقافه خلال أسبوعين من استخدامه بسبب التحسس والاحمرار في مكان استخدامه، وهنا يأتي دور الطبيب ليوضح بصورة كافية للمريض كيفية استخدامه وما هي الكمية المناسبة التي توضع على الوجه، وبالتالي نقلل فرص انزعاج المريض من التقشر أو التهيج الذي قد يصاحب استخدام تلك المقشرات.
كذلك إذا ما أردنا الحديث عن أشهر علاجات حب الشباب عن طريق الفم وهو الايزوتريتنون، فيجب أن نوضح أنه لا يصرف ولا يستخدم إلا بوصفة طبية ومتابعة دورية من طبيب مختص لعمل التحاليل اللازمة، ووزارة الصحة مشكورة قننت صرفه، وربطته بوجود إقرارات معينة تمنع استخدامه من قبل النساء المتزوجات إلا بأخذ موانع حمل، وذلك لخطورته في تكون تشوهات جنينية إذا ما تم استخدامه خلال فترة الحمل ويجب إيقافه شهراً واحداً قبل الحمل. والايزوتريتنون علاج فعال لحب الشباب، إلا أن بعض المرضى ما إن يلاحظ التحسن في الحبوب يقوم بإيقاف العلاج من تلقاء نفسه دون مراجعة طبيبه، ومن ثم تنتكس الحالة مرة أخرى ونضطر لبدء العلاج من جديد، وفي الحقيقة أن التحسن المطلوب والذي يقلل من فرص انتكاس الحالة بعد العلاج يكون بأخذ جرعة تراكمية مناسبة لوزن المريض بعدها نستطيع أن نوقفه.
إذن زيارة طبيب الجلدية لعلاج حب الشباب وخصوصاً المتوسط والشديد في بداياته ورسم خطة علاج مناسبة وواضحة تزيد من فرص نجاح العلاج والتقليل من آثار حب الشباب.
د. مازن محمد الجابري
استشاري الأمراض الجلدية
في البداية، لا بد أن نوضح أن مشكلة حب الشباب قد تصيب مختلف الأعمار وليست مرتبطة بسن المراهقة أو عمر معين، كما أن مختلف أنواع البشرة حتى البشرة الجافة قد تكون عرضة للإصابة بحب الشباب. فاختيار العلاج المناسب حسب نوع البشرة وحسب شدة المشكلة يعتبر عاملاً رئيسياً لنجاح خطة العلاج. وللأسف تكون لدى بعض المراجعين وبالأخص لدى آباء وأمهات المصابين بحب الشباب، أن هذه المشكلة بغض النظر عن شدتها هي مشكلة عمرية مؤقتة تزول مع الأيام دون الحاجة لعلاج، وفي الحقيقة أن علاج حب الشباب في بداياته أسهل وأوفر بكثير من علاج آثاره، إذ أن ترك حب الشباب الشديد، ونعني به حب الشباب المتكيس والذي يكون على شكل التهاب وحبوب حمراء وصديدية، دون معالجة قد تكون له آثاره الجسدية المتمثلة في ظهور التصبغات أو ندب حب الشباب وآثاره النفسية المتمثلة في العزلة الاجتماعية بسبب مظهر الحبوب. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار وجود أنواع مختلفة من حب الشباب فيجب تحديد النوع لنتمكن من رسم خطة العلاج بنجاح. فمثلاً حب الشباب الهرموني، والذي يتميز بتمركز ظهور الحبوب في أسفل الوجه ومنطقة الذقن، وقد يصاحب باعتلالات هرمونية أخرى، كعدم انتظام الدورة الشهرية أو نمو شعر زائد في الوجه لدى الإناث، قد يفشل العلاج إذا ما ركزنا فقط على علاجات حب الشباب التقليدية وأهملنا علاج مشكلة الهرمونات.
وهناك نوع من أنواع حب الشباب يتمثل في ظهور حبوب صغيرة على مقدمة الرأس والجبهة، ويرتبط باستخدام مستحضرات العناية بالشعر، إذ أن تلك المستحضرات تحتوي على مهيجات للبشرة وتسبب انسداداً في المسام، مسببة ظهور حب الشباب في تلك المناطق، وبعض أنواع حب الشباب ترتبط بتناول فيتامينات معينة مثل فيتامين ب 12، وبالتالي معرفة السبب ومعالجته تزيد من فرص نجاح العلاج. وبالنظر لأكثر علاجات حب الشباب الموضعية شيوعاً، وهي مقشرات فيتامين A، نجد أن بعض المرضى يقوم بإيقافه خلال أسبوعين من استخدامه بسبب التحسس والاحمرار في مكان استخدامه، وهنا يأتي دور الطبيب ليوضح بصورة كافية للمريض كيفية استخدامه وما هي الكمية المناسبة التي توضع على الوجه، وبالتالي نقلل فرص انزعاج المريض من التقشر أو التهيج الذي قد يصاحب استخدام تلك المقشرات.
كذلك إذا ما أردنا الحديث عن أشهر علاجات حب الشباب عن طريق الفم وهو الايزوتريتنون، فيجب أن نوضح أنه لا يصرف ولا يستخدم إلا بوصفة طبية ومتابعة دورية من طبيب مختص لعمل التحاليل اللازمة، ووزارة الصحة مشكورة قننت صرفه، وربطته بوجود إقرارات معينة تمنع استخدامه من قبل النساء المتزوجات إلا بأخذ موانع حمل، وذلك لخطورته في تكون تشوهات جنينية إذا ما تم استخدامه خلال فترة الحمل ويجب إيقافه شهراً واحداً قبل الحمل. والايزوتريتنون علاج فعال لحب الشباب، إلا أن بعض المرضى ما إن يلاحظ التحسن في الحبوب يقوم بإيقاف العلاج من تلقاء نفسه دون مراجعة طبيبه، ومن ثم تنتكس الحالة مرة أخرى ونضطر لبدء العلاج من جديد، وفي الحقيقة أن التحسن المطلوب والذي يقلل من فرص انتكاس الحالة بعد العلاج يكون بأخذ جرعة تراكمية مناسبة لوزن المريض بعدها نستطيع أن نوقفه.
إذن زيارة طبيب الجلدية لعلاج حب الشباب وخصوصاً المتوسط والشديد في بداياته ورسم خطة علاج مناسبة وواضحة تزيد من فرص نجاح العلاج والتقليل من آثار حب الشباب.
د. مازن محمد الجابري
استشاري الأمراض الجلدية