-A +A
-
تجلت حكمة القيادة السعودية ورؤيتها في التعاطي مع التحديات التي واجهت مواسم الحج السابقة بسبب تداعيات جائحة كورونا التي ضربت العالم بأسره ، إذ حرصت الدولة على تمكين الحجاج من اداء الفريضة مع الأخذ في الاعتبار التدابير التي تصون سلامتهم وأمنهم، واتخذت السعودية في سبيل ذلك عدداً من القواعد الصحية الصارمة التي أثمرت عن نجاح المواسم بعددها المحدود وشروطها المعلنة.

وفي هذا العام وفّرت السعودية كل إمكاناتها وقدراتها المادية والبشرية لعودة أعداد الحجاج إلى ما قبل كوفيد ١٩ والعمل على أن يؤدي ضيوف الرحمن الفريضة بيسر وطمأنينة. واستبقت القيادة الموسم بأمر ملكي قضى بعودة أعداد الحجاج دون قيد أو شرط قبل أكثر من 5 أشهر بعد الاطمئنان وتحسن الوضع الصحي على المستوى الدولي، بغرض منح الدول وقتاً كافياً للاستعداد، وتفهماً من المملكة للتحديات التي مر بها العالم خلال الجائحة ليأتي موسم هذا العام نموذجاً للتخطيط السليم والفكر الثاقب وقراءة المستقبل، إذ توفرت في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وفي المدينة المنورة كل معينات الحج الناجح، من خدمات غير مسبوقة على مختلف المحاور والصعد، واستمراراً لنهج خادم الحرمين الشريفين تم تيسير أداء الفريضة لمئات من دول العالم عبر برنامج الاستضافة وشملت المكرمة مسلمين قدموا لأوطانهم خدمات جليلة أو الذين لم تسعفهم ظروفهم من أداء الحج لتتكفل بهم السعودية وتمكنهم من تحقيق حلم ظل يراودهم..


إن استقبال المملكة لهذا العدد الكبير من ضيوف الرحمن عقب تحديات الجائحة يعد إنجازاً تاريخياً، وتأكيداً على قدرة الجهات المعنية من مواجهة كل طارئ بالتدابير الدقيقة والتخطيط السليم.