لا بد من القول إن المملكة العربية السعودية نجحت في تنظيم أحد أهم مواسم الحج (1444هـ)، الذي جاء بعد سنتَي الوباء العالمي، وما نجم عنهما من قيود صحية، وفرض حد أعلى لعدد المسموح لهم بأداء المناسك. وتدفق ضيوف الرحمن من كل حدب وصوب ليجدوا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قد جهّزت جميع التسهيلات اللازمة، لتضمن لضيوف الرحمن حجاً ميسراً، وأجواءً تعبدية خالصة، وسط منظومة أمنية، وإدارية، وصحية، وعدلية لا نظير لها في العالم. وعندما اقتربت نهاية الموسم أعلنت حكومة خادم الحرمين الشريفين خلو حج 1444هـ من أي أمراض وبائية. وقد وفرت المملكة عدداً كبيراً من المستشفيات الميدانية والثابتة، والمراكز الصحية، وأحدث التكنولوجيا الصحية لإجراء أصعب الجراحات وأشدها تعقيداً. ولم يكن ذلك كله ليتم من دون المجهود الرائع الذي بذلته وزارة التجارة وأمانة العاصمة المقدسة؛ لضمان توفير السلع الغذائية بأسعار ملائمة، والحرص على نظافة المشاعر المقدسة لتبقى صالحة لإقامة وتنقلات الحجاج خلال أدائهم المناسك. ولا بد من كلمة تهنئة وشكر للآلاف من أبناء وبنات السعودية الذين شاركوا في التطوع من أجل خدمة ضيوف الرحمن وإرشادهم.