يحتفي مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالذكرى السنوية الخامسة لتأسيسه كوجهة ثقافية تُعنى بنشر المعرفة وتحفيز الإلهام ودعم الإبداع ورفد قطاع الثقافة والفنون في المملكة العربية السعودية بالمواهب المحلية القادرة على إحداث حراك ثقافي، فمنذ أن فتح المركزُ أبوابه في عام 2018 ساهم في دعم مسيرة المملكة لإثراء الثقافة وإطلاق العنان للمواهب الإبداعية وتطوير المحتوى الإبداعي، حيث استقطب أكثر من ثلاثة ملايين زائر من داخل المملكة وخارجها، وأطلق العديد من المعارض والفعاليات والمبادرات التي أسهمت في عرض تراث المملكة الثقافي والحضاري حول العالم.
وبمرور خمس سنوات على إنشاء هذه الحاضنة المعرفيّة الإبداعية التي جاءت هدية من أرامكو السعودية للمجتمع، وتهدف إلى الاستثمار في الإمكانات البشرية من ناحية والإسهام بإثراء المشهد الإبداعي والثقافي في المملكة من ناحية أخرى؛ أصبح مركز «إثراء» بوابة للمملكة تربطها بالعالم، ومنارة تولد منها الأفكار ويُحتفى فيها بالإبداع، حيث حقق المركز خلال رحلته القصيرة العديد من النجاحات بفضل الباقة الثرية من البرامج والفعاليات والمبادرات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ليجسد التزام المركز بإثراء حياة الزوار وتحفيز المعرفة والإبداع تحقيقاً لرؤية المملكة 2030.
فيما يواصل «إثراء» دعمه للاقتصاد الإبداعي في المملكة والحراك الثقافي في مجالات الفنون والعلوم والثقافة، من خلال إطلاق البرامج والمبادرات التي تدعم المواهب المحلية وتُعدّ الجيل القادم من المفكرين والمبدعين وتعزز من تمكين صناعة المحتوى المحلي ومن بينها الفورمولا 1 في المدارس، وبرنامج إثراء القراءة (اقرأ) وبرنامج الحلول الإبداعية، وجائزة إثراء للفنون ومبادرة إثراء المحتوى العربي وغيرها الكثير من المبادرات والبرامج التي أطلقها المركز وسيطلقها في قادم الأيام.
يشار إلى أن المركز أقام العديد من المعارض المهمة كان أبرزها معرض «الهجرة على خطى الرسول ﷺ»، كأهم وأحدث مشروع ثقافي نوعي، حيث تم تقديم المعرض بلغة عالمية وبأسلوب معاصر لأهم حدث في التاريخ الإسلامي، ليسجل حضوره على جميع وسائل الإعلام العالمية، ووصل تأثيره إلى العالم أجمع، ومما يعزز ذلك أيضا أنه سيكون أول معرض عالمي متنقل يجوب العالم يتناول هجرة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وفي قطاع السينما، يولي المركز اهتمامًا خاصًا بصناعة الأفلام السعودية حيث يعد أحد أكبر مراكز الإنتاج في المملكة وقام المركز بإطلاق مبادرة لدعم وإنتاج الأفلام التي تسهم في تطوير قطاع الأفلام في المملكة، والتي يتم تسليط الضوء فيها على المواهب المحلية التي دعمها المركز لإنتاج العديد من الأفلام، والتي حصدت العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والدولية وشاركت في العديد من المهرجانات العالمية.
واحتفاءً بمكونات الإبداع المجتمعية أطلق المركز مبادرة (الشرقية تبدع) بنسخها الثلاث، وتحت رعاية من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف ؛ كأكبر مبادرة مجتمعية لتكون المنطقة الشرقية وجهة الإبداع الأولى، حيث تهدف المبادرة إلى تحفيز الحراك الإبداعي وتشجيع مجتمع المنطقة الشرقية على اكتشاف المواهب وتوفير الفرص كمبادرة تكاملية تخلق مجتمعًا ثقافيًا وإبداعيًا، كما حرص مركز «إثراء» بشكل سنوي على تنظيم موسم إثراء للإبداع (تنوين) كأكبر حدث إبداعي في المملكة وأكبر منصة إبداعية لاستكشاف الفنون والعلوم والأدب والتراث الثقافي وريادة الأعمال، والذي يأتي كل عام بموضوع مختلف ليبحث عن الفرص الممكنة فيه، إضافةً إلى خلق أفكار لا تتقيد بالمألوف وإنشاء حواراتٍ لا تنتهي لتكتمل عناصر العملية الإبداعية، ويخرج في نهاية المطاف بمشاريع مبتكرة تدعم اقتصاد المعرفة.