للمرة الثانية أعاد أهالي قرية الغشامرة في بني ظبيان بمنطقة الباحة إحياء سوق غشمر الشعبية التي اشتهرت بسوق السبت في القرن الماضي. السوق التي توقفت منذ أكثر من 55 عاماً ورحل جميع تجارها إلى الرفيق الأعلى تم ترميمها بمجهودات ذاتيه من أهل القرية، فيما تم استدعاء ورثة التجار الراحلين لفتح محلاتهم وإعادة ذكرى آبائهم وأجدادهم في المحلات التي كانت بالسوق، وذلك من جميع قرى بني ظبيان. مشاهد بانورامية لتاريخ اقتصادي كان حاضراً ونشطاً واندثر مع الأيام ولعل زوار السوق يجدونها فرصة سانحه لاقتناء بعض السلع التي تعد حالياً من التراث وتعيدهم إلى تذكر الماضي الجميل. وقال معرّف قرية الغشامرة المشرف على إعادة السوق للمرة الثانية ماجد بن عيدة لـ«عكاظ»: بدأت هذه السوق في قرية الغشامرة في مكان يسمى المرباة، وبعد ذلك نقلت إلى مكانها الموجود حالياً وسميت بسوق غشمر نسبة إلى جدنا غشمر عام 1110، وكان الاختيار في هذه القرية حسب اتفاق أهل القبيلة حينما رأوا أن تكون السوق في هذا المكان في الغشامره، وحدد يوم السبت حسب تنظيم أهل الأسواق بالمنطقة ليتمكنوا من البيع والشراء في جميع الأسواق، ويوجد أسواق أخرى بالمنطقة. وقدم بن عيدة شكره لجمعية لجنة التنمية الاجتماعية لدعمها ومساندتها لأهالي القرية حتى تم الافتتاح.
الافتتاح الثاني الذي شهدته السوق بعد التوقف الطويل كان يوم السبت الماضي بحضور عدد من معرفي القرى، إذ أبدى معرف قرى العباس أحمد بن رداد دعمه ومساندته وأهالي قرى العباس للسوق سواء معنوياً أو مادياً واستذكر مع الحضور بعض الذكريات في السوق ونقل بعض القصص والروايات عن والده وجده ما دلل على أهمية هذه السوق في الزمن الماضي. وقدم بن عيده شكره لمقام الإمارة وأمانة الباحة لدعمهما وتشجيعهما، وشكر جميع الحضور خصوصاً من أحفاد التجار الذي أعادوا دكاكين الآباء والأجداد بكل حب وتفانٍ، كما أوضح لـ«عكاظ» أن فكرة إعادة السوق هي فكرة جماعية من أهالي القرية، وأنهم يستحقون الثناء والشكر لإعادة هذا المعلم الحضاري الذي يدلل على حقبة تاريخية مهمة في المنطقة. وشهدت دكاكين السوق الأشهر إقبالاً من أهالي الباحة إذ استطاع كل من محمد أحمد المليص وعلي بن حسين المليص وخليل بن أحمد الغامدي وصالح عون إيجاد حراك تاريخي بعرض العديد من السلع القديمة التي كانت تعرض في السوق ما أضفى على المكان أجواء الزمن الجميل.