-A +A
أمل السعيد (الرياض) amal222424@
بدأ اهتمامها بتفسير الأحلام في مرحلة مبكرة وتحديداً في فترة المتوسط والثانوي، اذ كانت تشاهد في نومها رؤى تتحقق كما رأتها. هذه البدايات شجعتها بمساعدة المقربين لها في المضي قدماً بمجال تفسير الأحلام. ولما كانت عهود الشقاء (أم يوسف) -مفسرة الأحلام- قد ملأها الشغف بهذا العلم وملك عليها فضولها، فقد غمرتها الأسئلة التي تجعلها تغوص في هذا العالم، من حيث التحقق، وتفسير رموز الأحلام الغامضة، فلجأت إلى قراءة بعض الكتب المعروفة والمشهورة في هذا المجال، كما توجهت إلى شبكات الإنترنت واشتركت في منتديات تفسير الأحلام التي وجدت رواجاً في فترة ظهور المنتديات في 2006م، وظلت تشارك باسم رجل؛ إذ كانت الساحة تفتقر إلى العنصر النسائي في هذا المجال، هدفها الأول من التخفي إثبات موهبتها في هذا الحقل، ونجحت في لفت الأنظار بقدراتها واجتهاداتها، حتى جاء اليوم الذي أفصحت فيه عن اسمها الحقيقي لتبدأ رحلتها في تسفير الأحلام دون إخفاء لشخصيتها.

التأويل إلهام رباني


تؤمن أم يوسف أن التأويل إلهام رباني، ويتم الترقي فيه بتعلُّم أصوله من خلال تأمل النصوص، وربطها برموز الرؤيا، وأيضاً ربطها بالواقع، وبالعادات والتقاليد، فالرؤيا تختلف باختلاف حال الرائي وزمانه وبلده. وتستدل على ذلك بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يؤوّل الرؤى بحضرة الصحابة لتعليمهم أصول التأويل. وبهذا فهي ترى أن علم التأويل علم شرعي ينبغي تعلمه وتعليمه، ومن هذا المنطلق قررت أن تدعم معرفتها في هذا العلم بالدراسة، إذ حصلت على الماجستير في علوم التربية، وساعدتها هذه الخطوة، بشكل كبير، في تعلم خفايا النفس البشرية بأطياف المجتمع كافة.

يمر عليها من راغبي تفسير الأحلام العديد من الحالات، لكن هناك بعض الأحلام تتكرر، لذلك فهي تقول إنه إذا تكرر الحلم أكثر من مرة فإن هناك رسالة معينة لم يستقبلها الرائي كما ينبغي، ولهذا تتكرر الأحلام حتى تصل الرسالة الموجهة من الحلم، لذلك تحتاج إلى مفسر، مشيرة إلى أن أكثر الأحلام تكراراً، في هذه الفترة، هي التي تختص بالزواج ومشاريع البناء.

قلق الأحلام الغريبة

من ملاحظاتها في عالم تفسير الأحلام، أن جميع الأعمار تقلقهم الأحلام الغريبة أو المتكررة، ويبحثون عن تأويلها؛ لذلك يكثر الإقبال على طلب التفسير من جميع الأعمار، ومن الجنسين.. ولكل حلم رمز يحتاج إلى التحليل والربط مع حالة الرائي، فالحلم بصمة خاصة لكل راءٍ، حتى إن جاء الحلم مشابهاً لشخص آخر، فله تفسير مختلف تماماً. فهي تراه كتركيبة تجربة كيميائية، مع اختلاف العناصر، إذ تختلف النتائج في كل مرة، مؤكدة استحالة أن يكون لكل تجربة النتائج نفسها.حلم قيادة السيارةتقول إن التفسير يحتاج إلى الحكمة والذكاء والتحقق والدقة في ربط العناصر، فليس كل من قام بتجربته نجح معه تفسيره.. مضيفة أن رؤيا النهار مثل رؤيا الليل من حيث الصدقية، إذ ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى رؤىً في النهار، ورأى رؤىً في الليل وأخبر بها الصحابة مثلما أخبرهم بتأويلها.

وتضيف ان الأحلام تتعدد وإن تشابهت، لكنها تختلف من شخص لآخر وتتحقق على الصعيد الشخصي والعام للمجتمع.

رؤيا تنتهي بالطلاق

من المواقف التي لا تنساها أم يوسف، أن امرأة روت لها رؤيا تخص زوجها، فقامت بتفسيرها لها بأن زوجها يواجه مشكلة، فقالت الزوجة «حسبي الله ونعم الوكيل على المفسر فلان، فلقد فسر هذه الرؤيا لزوجي بأنني أخونه، وقد طلقني بعد شك ومراقبة وتضييق، إلى أن وصل بنا الحال إلى الطلاق، وشتات الأبناء بيننا». وأبدت أم يوسف، تعجبها من هؤلاء المفسرين الذين يعطون أنفسهم الحق في إطلاق الأحكام والدخول في أعراض الناس وتشتيتهم دون أدنى إحساس بالمسؤولية، واصفة إياهم بأنهم عبء على المجتمع.

نعم.. للمقابل المادي

ولأن تفسير الأحلام علم كبقية العلوم، ويحتاج إلى جهد فكري ونفسي ووقت لبذله وإخراجه بالشكل الصحيح والمفيد، فإن أم يوسف، ترى وتؤيد أن يكون هناك مقابل مادي لتفسير الأحلام، لأن كل عمل يجب أخذ مقابل له، وإلا أُهدرت طاقته، مشيرة إلى أنها تزكي علمها بتقديم النصائح والتوجيه لمن يستشيرها بعد أن يسمع تفسير حلمه، معتبرة أن التفسير علم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإرشاد والاستشارة.

اقتصادي: التفسير وظيفة

المحلل الاقتصادي الدكتور عبدالله باعشن، يشير لـ«عكاظ»، إلى أنه طالما أصبح تفسير الرؤى خدمة، ويقدم وفقاً لطلب، ويكلف من يقدم هذه الخدمة الوقت والجهد وربما المال، فقد توفرت فيه أدوات تسعير وتحديد ثمن بمال، فهو صنعة متعارف عليها من عقود. وربما تقدم بأسلوب وطريقة مهنية مع تقدم وسائل التواصل الاجتماعي (سناب، واتس، وغيرها) وتوظيف وقت يستقطعه الشخص جزئياً أو كلياً وفقاً للمطلوب؛ سواء بالحضور الشخصي المباشر أو الحضور الافتراضي وتقديم الخدمة عن بعد. فاستخدام الوقت للقيام بعمل ما، إضافة إلى المهارات والخبرات المتوفرة في الشخص.. كلها عوامل تجعل من هذه الخدمة وظيفة، بل يمكن أن تتطور إلى مشاريع أكبر. ووظيفة تفسير الأحلام من الممارسات المعروفة منذ عصور على اختلاف الثقافات والجنس سواء في مجال التوقع، أو قراءة الأحداث.

مستشارة أسرية: الرؤى أنواع

المستشارة الأسرية دعاء زهران، أبدت رأيها بقولها: إن من فضل الله تعالى على سيدنا يوسف -عليه السلام- أن جعله بارعاً في تفسير وتأويل الرؤى ولديه فراسة وسُلطة وقوة.

وعلم الرؤى أخذ بعدد من المفاهيم، إما أن تكون لها تعلُّقات نفسية أو تعلُّقات فلسفية أو تعلُّقات دينية بضوابط معينة، وعلماء الإسلام من الصحابة والتابعين وغيرهم تميزوا بشيءٍ من الفراسة؛ أي الاستنباط السريع.

وَقَالَت إن هناك أنواعاً للرؤى:

١- الرؤيا الصالحة يُحدِّث بها من يُحب، هي بشرى من الله فيستبشر بها خيراً.

٢ - الحُلم الذي يكون من الشيطان فهو للتّحْزِين، والحزن منهي عنه في الإسلام (لا تحزن).. فلا يحدث الرائي عنه أحداً.. فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، ويتفل عن يساره ثلاث مرات، هذا توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

٣ - حديث النفس، أَضْغَاث الأَحْلَام.

ومن هنا نستوضح أثر الأحلام (الرؤى) على الفرد.. وكيفية التعامل معها دون أن تؤثر سلبياً على حياة الشخص.

ولنا في سورة يوسف أُسوة حسنة.. لنتعلم ونبحث قبل أن نتأثر.

اختصاصي اجتماعي: لا إجماع علمياً

الاختصاصي الاجتماعي محمد الحمزة قال: إن تفسير الأحلام موضوع شائع ومثير للجدل في النقاشات العلمية والعامة. وبشكل عام، يمكن القول إنه لا يوجد تفسير واضح وموثوق للأحلام، ولكن هناك عدة نظريات تحاول تفسيرها.

تقول النظرية النفسية الحديثة: إن الأحلام تعبر عن الرغبات الكامنة في العقل اللاواعي، التي قد تكون مقهورة أو محظورة في الواقع. وبالتالي، فإن تفسير الأحلام يمكن أن يساعد في فهم النزعات النفسية الكامنة في الشخصية.

ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي قاطع يثبت صحة هذه النظرية، والبعض ينظر إلى تفسير الأحلام باعتباره مجرد وهم أو خيال. لكن على الرغم من ذلك، يمكن أن يكون تفسير الأحلام مفيداً في بعض الحالات، مثل تفسير الكوابيس التي تسبب القلق والتوتر لدى الشخص، والتي قد تكون ناتجة عن تجارب سلبية في الماضي أو مشاكل نفسية حالية.

وهناك العديد من النظريات العلمية التي تحاول تفسير الأحلام، ومن بينها:

1- نظرية النفس الحديثة: وتشير إلى أن الأحلام تعبر عن الرغبات الكامنة في العقل اللاواعي، التي قد تكون مقهورة أو محظورة في الواقع. وبالتالي، فإن تفسير الأحلام يمكن أن يساعد في فهم النزعات النفسية الكامنة في الشخصية.

2- نظرية الاستجابة العصبية: وتشير إلى أن الأحلام هي نتيجة للاستجابة العصبية للمخ في النوم، التي تحدث بشكل عشوائي ولا تنطوي على أي دلالة أو معنى حقيقي.

3- نظرية التنظيم العصبي: وتشير إلى أن الأحلام تعكس عملية التنظيم العصبي في الدماغ، التي تساعد على تنظيم الذاكرة والتعلم والإدراك.

4- نظرية الاسترخاء والتخلص من التوتر: وتشير إلى أن الأحلام تساعد في الاسترخاء والتخلص من التوتر والقلق، وأنها تمثل مدخلاً للعقل اللاواعي للتعبير عن الرغبات والأمنيات.

5- نظرية الاحتياجات الفيزيولوجية: وتشير إلى أن الأحلام تعكس الاحتياجات الفيزيولوجية للجسم، مثل الجوع والعطش والتبول والنوم.

وعلى الرغم من وجود هذه النظريات وغيرها، لا يوجد تفسير واضح وموثوق للأحلام، ويمكن أن تختلف الرموز والدلالات الموجودة في الأحلام بين الأفراد حسب خلفياتهم الثقافية والنفسية والتجربة الحياتية. لذلك فإن تفسير الأحلام يجب أن يتم بشكل حذر وعلى أساس السياق الذي يحدث فيه، وبمعرفة متخصص في المجال النفسي. والأحلام تعكس العديد من النواحي النفسية والعاطفية والمعرفية للشخص، ويمكن أن تؤثر على الصحة النفسية بشكل مباشر أو غير مباشر. لذلك، فإن فهم الأحلام وتفسيرها بشكل صحيح يمكن أن يساعد في تحسين الصحة النفسية والعاطفية للفرد.

ويخلص الحمزة، إلى أن تفسير الأحلام ليس خرافة، بل هو مجال بحث علمي متخصص يدرس الأحلام ويحاول تفسيرها. ولقد اهتم العديد من العلماء والمفكرين بالأحلام على مر العصور، وقدموا بعض النظريات والتفاسير المختلفة لها، وعلى الرغم من عدم وجود إجماع علمي حول تفسير الأحلام، إلا أنه تم -كما رأينا- تطوير بعض النظريات العلمية المختلفة التي تحاول تفسير الأحلام بشكل علمي، ولكن يجب الانتباه إلى أن تفسير الأحلام يعتمد على السياق الذي يحدث فيه ومعرفة الظروف الشخصية الفردية، ولا يمكن تفسير الأحلام بشكل عام دون معرفة الحالة النفسية للشخص. لذلك، يجب الحذر من الوقوع في الخرافات والأوهام المتعلقة بتفسير الأحلام والاعتماد على المعلومات غير العلمية في هذا المجال. لكن وبشكل عام، فإن تفسير الأحلام يمكن أن يكون موضوعياً ومفيداً في بعض الحالات، ولكن يجب ألا يؤخذ بشكل جاد دون التأكد من صحته ودون استشارة متخصص في المجال النفسي.

انتشروا كسباً للمال

علم تفسير الأحلام يندرج ضمن العلوم الشرعية التي ليس له تخصص أكاديمي، بل، غالباً، يكون المفسّر عالماً بكتاب الله والسنة واللغة العربية واشتقاقاتها وبالأمثال، وملماً بعادات الناس والشعوب ومطلعاً على كثير من الفنون، وفي الوقت الحالي ومع التطور التكنولوجي نجد للأسف انتشار ظاهرة تفسير الأحلام في القنوات التلفزيونية وقنوات التواصل الاجتماعي وأصبحت تجارة وكسب رزق وطلباً للشهرة، يستهدفون استغلال ضعاف النفوس واليائسين من الحياة أو الطبقة الغنية نظراً لضغوط الحياة، بل قام البعض بعمل دورات لتجعل من الشخص العادي «مفسراً للأحلام»، وهنا يبقى الدور على المسؤولين في الدولة لمحاربة هذه الظاهرة حفاظاً على أفراد المجتمع.

والأحلام أنواع؛ إما أن تكون رؤى من عند الله تبشر الإنسان بشيء أو تحذره من شيء، حسب من يقوم بتفسيرها وتحليلها، وإما أن تكون أضغاث أحلام وهي مجموعة من رغبات أو مخاوف موجودة في العقل الباطن ولا تحتاج غالباً لتفسير. وتلعب الأحلام دوراً مهماً في تغيير نمط وسلوك حياة الإنسان فلها تأثيرها المباشر وغير المباشر، فقد تكون مصدراً إيجابياً وإلهاماً، يبحث الشخص عن تفسيرها وتنتج له أفكار خلاقة وتدفعه لبناء مستقبله، أو تكون مصدر قلق وإزعاج ومبعث خوف تدمر مستقبله بالكامل، فلذا من الضروري على الإنسان الوعي التام بتحديد واختيار من يقوم بتفسير حلمه ويسأل أهل العلم، أو اللجوء إلى الكتب المعروفة لمفسرين كابن سيرين والنابلسي وغيرهما ممن نشروا العديد من الكتب الميسرة التي تفيد في شرحها ما يبحث عنه الحالم ويجد جوابه الشافي دون اللجوء لمفسرين.

عهود: لكل حلم رمز يحتاج إلى التحليل والربط

باعشن: تفسير الأحلام وظيفة يمكن أن تتطور إلى مشاريع

زهران: نبحث قبل أن نتأثر

الحمزة: الحذر من الوقوع في الخرافات