خرج الطفل محمد مشبب الشهراني (5 أعوام) من مستشفى الولادة والأطفال بالمدينة المنورة وهو الناجي الوحيد من حادثة طريق «قريضة الزراعي» المروعة، التي ذهب ضحيتها 6 من أفراد أسرته، عاد وحيداً حزيناً يتجرع الحزن والألم إلى وادي ابن هشبل مسقط رأس والديه، بعد أن أبلغه أعمامه بوفاة أمه وأبيه وإخوته. أي ألم وحزن يختلجان قلبك الصغير يا محمد؟ فقد حنان الأم والأب، وضحكات إخوته وهم يلاعبونه، لم يتذكر محمد من الحادثة سوى مناظر مؤلمة وجثث أمه وأبيه وإخوته على جانب الطريق، يصرخ منادياً لهم ولكن لا أحد يسمع صوته الذي اختلط بالبكاء والخوف من قساوة المنظر، لتتلقفه أيدي رجال الأمن ليتم نقله عبر طيران الإخلاء الطبي لمستشفى الولادة والأطفال بالمدينة المنورة. وتحدث لـ«عكاظ» سياف الشهراني (عم محمد) قائلا: «الحمد لله على قضاء الله وقدره وجبر الله مصابنا، لا يزال محمد يعاني من كسر في الترقوة وبعض الكدمات والجروح، وسوف يتلقى العلاج في مستشفيات منطقة عسير، ودائماً يسألني عن والديه وإخوته وأبلغه بأنهم في الجنة عند الله أرحم الراحمين بإذن الله»، وأكد سياف أن محمد سيعيش مع أعمامه وجدته في وادي ابن هشبل، ليعيش مع أبناء عمومته وأقربائه، وأضاف: «أطلب من الجهات المعنية في منطقة عسير توفير الرعاية الصحية والنفسية لمحمد حتى يتجاوز هذه المرحلة المؤلمة في حياته، وأوجه شكري إلى إمارة منطقة المدينة المنورة وصحة المدينة وأهالي محافظة مهد الذهب لمواقفهم الإنسانية معنا في مصابنا الجلل».