اختتمت اليوم، جلسات اليوم الثاني والأخير للمؤتمر الدولي التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم وما في حكمها «تواصل وتكامل»، الذي تستضيفه مكة المكرمة تحت شعار تواصل وتكامل يومي 26 و27 من شهر محرم الجاري، بتنظيم من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وبمشاركة 150 عالما ومفتيا من 85 دولة حول العالم.
ورأس الجلسة الخامسة من أعمال المؤتمر فضيلة الدكتور محمد فهد الفريح عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء، وكانت الجلسة تحت عنوان «الوسطية والاعتدال في الكتاب والسنه تأصيلا وجهودا»، وتحدث فيها الشيخ ساجد مير رئيس جمعية أهل الحديث في باكستان عن الاعتدال ومفهومه وعن جهود جمعية أهل الحديث الباكستانية في ترسيخ هذا المفهوم في المجتمع الباكستاني ومحاربة التطرف والغلو.
وقال الدكتور باسم فضل الجوابرة أستاذ الحديث بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية في مشاركته «إن الوسطية والتيسير هي أهم ما يميز الإسلام عن غيره ويجب على أبناء الإسلام أن لايخرجوا عن هذا المفهوم لا غلوا ولا انحلالا».
كما أكد الشيخ محمد هاني محمد الجوزو قاضي بيروت في مشاركته أن الأمة أبتلت بالغلو، مما جعل الوسطية هي الحل الأمثل لضبط السلوك، مشيرًا إلى أن أحكام الإسلام وتشريعاته مبنية على الوسطية والاعتدال.
فيما أكد الدكتور محمد أحمد لوح رئيس لجنة الفتوى باتحاد علماء أفريقيا على ضرورة تصدي أهل الفتوى للغلو والسعي لترسيخ مبدأ الوسطية حتى يعود الأمر لنصابه.
وأثنى الدكتور محمد تراوري عضو جمعية علماء بوركينا فاسو في مشاركته على جهود المملكة بقوله: «لقد علمونا صغارًا ووقفوا معنا كبارًا، مشيدًا بمنهج المملكة في نشر الوسطية والاعتدال».
وشدد الدكتور محمد عمر الداعية في جمهورية الكاميرون في مشاركته على الوسطية التي تدخل في كل المجالات، مشيرًا إلى أنه يجب الاستفادة من المدارس والمعاهد والوعظ والخطب في تنمية هذا الجانب المهم.
وفي الجلسة السادسة التي رأسها فضيلة الدكتور محمد عمر بازمول مفوض الإفتاء بمكة المكرمة تحت عنوان «جهود إدارات الشؤون الدينية والمشيخات في العالم وما في حكمها في مكافحة التطرف والإرهاب»، أكد الدكتور أحمد الهليل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق بالأردن، ضرورة الاهتمام بفقه النوازل، مشيرًا إلى أنه أخطر ما يواجه الدعاة والعلماء في التعامل معه في الوقت الحالي.
كما استعرض الدكتور سناد تشيمان رئيس الفقه الإسلامي بجامعة سراييفو في مشاركته جهود المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك للوقاية من الغلو والتطرف والعنف.
من جهته أكد الدكتور عبداللطيف أحمد أستاذ العقيدة في جامعة السليمانية بالعراق أهمية إقامة هذا المؤتمر، متناولا جهود الإدارات الدينية في كيفية التصدي للتطرف والإرهاب وعن دور العلماء وإسهامهم في ذلك، مُعدّداً في مشاركته الأسباب التي ساعدت في ظهور الإرهاب والتطرف والواجب في كيفية التعامل معها.
في حين تحدث الدكتور عارف عوض الركابي أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى عن تجربة مركز الإمام مالك للدراسات العلمية وتنمية المهارات في السودان في تأهيل الدعاة والداعيات وتدريبهم على التحذير من الغلو في التكفير والتطرف والإرهاب.
وشارك في الجلسة السابعة التي عقدت تحت عنوان «جهود إدارات الشؤون الدينية والمشيخات في العالم وما في حكمها في حماية المجتمع من الإلحاد والانحلال»، ورأسها الدكتور عبدالله إبراهيم اللحيدان عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتور إلياس جمال وزير الشؤون الاسلامية بجمهورية المالديف الذي تناول في مشاركته عوامل الإلحاد والانحلال محذرًا من التهاون فيها لما لها من تأثيرا على المجتمعات مشيدًا بجهود المملكة الدعوية في جمهورية المالديف.
كما تحدث الدكتور عبدالقادر حسين طحلو الداعية بجمهورية الصومال عن الدور المنوط بالهيئات العلمية والدينية في حراسة المجتمع من آفة الانحلال والإلحاد ببيان خطرها وكشف مخططاتهم ودحض شبهاتهم.
واختتمت الجلسة بمشاركة للدكتور صالح عبدالكريم أحمد الباحث الشرعي بمجموعة البحوث والإرشاد الديني بمملكة البحرين، الذي حذر فيها من بعض الظواهر الطارئة التي تهدد المجتمع ومن أشدها ما يتعلق بوحدة الأسرة واستقرارها كالشذوذ الجنسي، مشيرًا إلى أن على المؤسسات الدينية دورًا كبيرًا في مواجهة هذه الظواهر من خلال المؤسسات الدينية لحماية المجتمعات من هذه الظواهر الخطيرة.