-A +A
رأي عكاظ
لم تكن تسمية المملكة سفيراً لها فوق العادة لدى فلسطين بالأمر المستغرب أو المُستكثر على دولة تبنّت القضية الفلسطينية منذ انقداح شرارتها الأولى في الأربعينات الميلادية من القرن العشرين، وطالما كانت مواقف المملكة وصفحات قيادات السعودية ناصعة تجاه الأشقاء الفلسطينيين وداعمة لقيام الدولة والتأكيد على قداسة المسجد الأقصى ومكانته الروحية في قلوب السعوديين.

وما تعيين السفير بندر السديري سفيراً للمملكة لدى السلطة الفلسطينية إلا رسالة لها عميق الدلالات على البعدين الإقليمي والدولي، ومؤمل بأن يعود بكبير الأثر على عودة اللُحمة بين الفصائل الفلسطينية، واستثمار الفرص المواتية لحل الأزمة السياسية، وتوظيف القدرات في جني مكاسب مفاوضات دامت لأكثر من ربع قرن.


ولعل في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في آخر مؤتمر قمة رسالة واضحة للعالم، إذ قال: «إن موقف المملكة من قضية فلسطين ثابت لا يتزحزح عبر تاريخها المجيد، ومنذ مؤسسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وحتى الآن». برغم أن السياسة السعودية تعتمد الواقعية، لحفظ الحق الفلسطيني.

ولم تخل مناسبة عربية أو عالمية من التصريح بموقف المملكة من حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، والمحافل الدولية تحفظ وتحتفظ بالأقوال المدعومة بالأفعال من أجل فلسطين، كونه واجباً تفرضه العقيدة الإسلامية والضمير العربي والإجماع الإنساني.

ولن يغيب عن ذاكرة التاريخ تشكيل اللجان الشعبية لمساعدة مجاهدي وأسر شهداء فلسطين عقب نكسة يونيو1967، وعهد برئاستها إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز إبان توليه العمل أميراً لمنطقة الرياض، ليتجلى الثبات الأخلاقي السعودي على مرّ ستة عقود؛ مؤكداً على أن من أولويات سياسة المملكة ومبادئها الراسخة العمل على توفير حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية، ومواصلة الجهود الإغاثية واللوجستية لفك الحصار عن الأشقاء دون أي التفات لما يشط من أقوال ومواقف البعض، كون المواقف السعودية لا تخضع للابتزاز ولا تقيم وزناً للاستفزاز.