-A +A
تضطلع رابطة العالم الإسلامي، اليوم بمهمات بالغة الحساسية، وشديدة التعقيد، في ظل المواقف الحادة التي تبناها البعضُ ضد الإسلام والمسلمين، وكان لها ما يُبررها في ذهن المخالف والمختلف، بحكم السوابق والشواهد العنيفة لجماعات الإسلام السياسي، والتيارات المتطرفة؛ الزاعمة امتلاك الحقيقة المطلقة، والمعبرة وفق هواها عن هوية الدِّين الإسلامي؛ البريء من كثير مما نُسب إليه.

وكان التوفيق حليف قيادتنا وهي تختار أميناً عاماً للرابطة، تنطبق عليه، وفيه صفة الأمانة، إذ عمل الدكتور محمد العيسى على رفع سقف الوعي بتفعيله منطقَي: الأولويات والتسامح، فكان محل رضا وترحاب وقبول العالم، وكان المُعبّر الأمثل عن وسطية الرسالات السماوية؛ التي تجمع الناس على مُحكمات مبادئ وقِيَم أكثر مما تفرقهم بالمشتبهات.


‏ورسمت الرابطة خارطة طريق للتفاعل الإنساني باعتماد منهج التعدد والتنوع، وإقراره مُسلّمة أولى لفتح آفاق التعارف والتعاون؛ وكانت رسالة السلام السعودية فاتحة مشروع كسر الجمود فيما بيننا وبين الآخر، ما حجّم فكرة الصراع باسم الأديان والاقتتال تحت لواء الطوائف بإعادة الاعتبار للمُثل الروحية والأخلاقية.

‏آمنت الرابطة بجوهر القوة الناعمة؛ التي هي منطق الوحي الإلهي؛ ومنهج العقل والحكمة، وعززت خطابها الوعظي الثابت الدعائم بفضل دولتنا، الآخذة على يد أي خطاب إقصائي لا يخدم إلا الحسابات الضيقة والضائقة ذرعاً بكل الخطابات السامية.

وبسمو الخطاب الإسلامي، الذي انتهجه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وفريقه التفت العالم لنا بكثير من الرضا؛ على مستوى رموزه الدينية والثقافية والسياسية، ما أزاح عن الكاهل تبعات حقب الجدل العاقر، والصراع العقيم، والإثارة السلبية للعاطفة الدينية، وأبان الوجه المشرق الوضاء؛ لعهد التطوير والتمدين؛ بالرؤى والأفكار التنويرية، والتي ستحفز الآخر ليسهم معنا في بناء جسور الاتصال والتواصل، ونقل رسائل الحُبِّ والسلام والوفاء، بعيداً عن غثاء الضوضاء.