جاءت مشاركة السعودية في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لترسّخ دور المملكة في هذا التكتل الدولي لأكبر 20 اقتصاداً في العالم، خصوصاً الدور المحوري والحيوي؛ الذي تقوم به من أجل استقرار أسواق الطاقة العالمية، التي هي عصب كل اقتصاد في جميع أرجاء العالم. ولا يقتصر ذلك الدور السعودي على الطاقة فحسب، إذ إن الأمير محمد بن سلمان يقود تحولات تاريخية وجذرية في توجهات السعودية، وضعتها في قلب الجهود العالمية الرامية لمكافحة التغير المناخي، والإقبال على الطاقات البديلة والجديدة والمتجددة. ويتسع نطاق نفوذ المملكة في التجارة الدولية من خلال الإعلان في نيودلهي عن ممر السكك الحديد والموانئ البحرية؛ الذي سيسرّع حركة التجارة بين الشرق الأوسط وأوروبا والهند والولايات المتحدة، وهو ما يعني أن السعودية محور مهم للاقتصاد العالمي، علاوةً على أهميتها المتعلقة بكونها أكبر مُصدّر للنفط في العالم. وتدل تحركات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خلال القمة وما بعدها في نيودلهي على أن النفوذ السعودي المتزايد عالمياً ليس هدفه الوحيد تعظيم مكاسب المملكة؛ بل هو نفوذ من أجل خير عميم يشمل العالم كله، في ظل نظام عالمي متناغم، تسوده التفاهمات بين شركائه.