تمثِّل دعوة المملكة العربية السعودية إلى وفد حوثي لزيارتها للبحث في آفاق إحلال سلام مستدام في اليمن، أكبر دليل على أن السعودية حريصة على سلام اليمن، ورفاهية شعبه الشقيق، وتهيئة الأجواء لاستقرار المنطقة، وتوفير مناخ للتعاون الإقليمي البنَّاء. ويشهد تاريخ النزاع الراهن في اليمن على أن السعودية لم تترك باباً للسلام لم تطرقه، سواء من خلال تشجيع وساطات الأمم المتحدة، أو الموافقة على تنفيذ صفقات تبادل الأسرى، وتشجيع الأفرقاء اليمنيين على التواصل في ما بينهم للتوصل إلى حلٍّ يتيح وقف النار، وحقن دماء أبناء وطنهم. وتأتي الدعوة السعودية للوفد الحوثي لتؤكد لليمنيين أن المملكة لا يهمها سوى توافق يمني-يمني يتحقق عبره السلام المنشود، وبالتالي يسهل الوصول إلى حل سياسي يضمن الاستقرار، واستئناف التنمية، وإعمار ما هدمته الحروب المتتالية. وإذا أسفرت محادثات الوفد الحوثي للرياض عن تقدم ملموس فسيكون ذلك خبراً ساراً ليس للشعب اليمني فحسب، بل للعالم أجمع، في أتون الأزمة الإنسانية المتفاقمة جراء التشظي الراهن، والخلافات المستعرة بين اليمنيين. إن إشعال فتيل النزاع والاستمرار في الحروب سهل، لكن صنع السلام يتطلب شجاعة، وتضحيات، وتنازلات، واحتكاماً لصوت الحكمة والعقل.. وهذا هو المنشود من الأفرقاء اليمنيين.