-A +A
ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمملكة، ولن تكون الأخيرة، سواء كان دافعها الأزمة القائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو سببها القواسم المشتركة، والعلاقات الوطيدة بين البلدين التي تتجلى مخرجاتها في حلحلة ما تعقّد من إشكالات وأزمات، بالتهدئة وتغليب صوت العقل، دون تغييب للضمير الإنساني.

وتدرك المملكة بيقين لا يخالطه الشك، أن الغرب، وأمريكا تحديداً، يعلون من شأن السلام، ويحرصون على إطفاء فتيل الحروب غير المبررة، كونهم رعاة السلام منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، وفي ظل السلام العادل والشامل تتعزز فرص التنمية والحياة الكريمة لكل الشعوب.


وتبذل القيادة السعودية قُصارى جهدها في سبيل وقف التجاوزات الإسرائيلية، والحدّ من ردات الفعل المُبالغ فيها، مع تفهمها الواعي لدواعي تلك الردود، دون تبريرها كون استخدام العنف جالباً للمزيد منه، والتصعيد العسكري ينذر بتفاقم الأحداث ما يعسّر احتواءها.

وستظل العلاقات السعودية - الأمريكية فوق شبهات الخلاف، وإن كان الاختلاف مشروعاً إلا أن مساحة وديّة الحوارات أوسع مما يعتقد المتفائلون، ودائرة الخلاف أضيق مما يظنه المتشائمون، فالرياض تبني محفظة علاقات مع قوى عالمية عدة، مع الاحتفاظ بشراكة إستراتيجية ضاربة الجذور مع واشنطن.

وفي كل لقاء يتم بين مسؤولين سعوديين وأمريكيين، تؤكد التصريحات قبل اللقاء وأثنائه وعقبه، أنه لم تكن هناك أي قطيعة فعلية، كما أنه لا يفكّر الشركاء في تعكير صفو الودّ بشكل جدّي في يوم ما، تحت وطأة أي ظرف أو حدث، بل كشفت النقاشات الجدّيّة توجهاً نحو الارتقاء بالعلاقات الأمنية إلى مستويات أعلى، ما يوفّر فضاء تقارب أكثر حميمية بين صنّاع القرار من الجانبين.