أخذ شبح الحرب الإقليمية يدنو أكثر فأكثر، مع توغل إسرائيل برياً في قطاع غزة، وتزايد التراشق بالمدفعية والصواريخ على الحدود بين لبنان وفلسطين؛ وفيما أصدرت الحكومة اللبنانية إرشادات تحوطية لإخلاء مطار بيروت والمناطق المحيطة به في حال حدوث طارئ؛ حذرت مصر من اتساع نطاق الحرب، بعدما استهدفت مسيرتان منطقتي طابا ونويبع، يغلب الظن على أنهما أطلقتا من مناطق ميليشيا الحوثي في اليمن. وإزاء القصف العنيف الذي تصطلي به غزة؛ أعلنت السعودية أنها تتابع بقلق بالغ التصعيد الإسرائيلي العسكري في قطاع غزة. وشددت المملكة، في بيان أصدرته وزارة الخارجية (السبت)، على إدانتها أي عمليات برية تقوم بها إسرائيل، لما في ذلك من تهديد لحياة المدنيين الفلسطينيين، والأوضاع غير الإنسانية، وما سيترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة، والسلم الأمني الإقليمي والدولي. ودعت السعودية المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته للوقف الفوري لهذه العملية العسكرية، وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 27 أكتوبر 2023. وأجرى وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان مزيداً من الاتصالات مع نظرائه في المنطقة بشأن التطورات؛ فيما توسع الشقاق بين الدول الأوروبية حيال ما يتعين القيام به لإنقاذ المدنيين من جحيم الطائرات والدبابات والقنابل الإسرائيلية. وحذر مراقبون من أن إدارة الرئيس جو بايدن تواجه وضعاً خطراً بسبب تعدد التحديات التي تواجهها. كما أن الولايات المتحدة غدت معزولة دولياً؛ إثر نجاح المجموعة العربية في الحصول على غالبية كبيرة لمصلحة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يطالب بهدنة إنسانية فوراً لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين. وحذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من توسعة دائرة الصراع في غزة، مؤكداً أن حادثتي طابا ونويبع دليل على أن التصعيد في غزة له آثار على المنطقة، وأنه سيكون «قنبلة موقوتة تؤذي الجميع». وكان المتحدث العسكري المصري كشف تفاصيل استهداف أراضٍ مصرية بحادثتي سقوط جسم غريب في نويبع، وطائرة دون طيار في طابا. وأكد أن نتائج التحقيقات وتحليل وجمع المعلومات كشفت أن الطائرتين كانتا متجهتين من جنوب البحر الأحمر نحو الشمال. وأعربت رابطة العالم الإسلامي عن بالغ قلقها من التصعيد الإسرائيلي العسكري، مُدينةً -بأشدِّ العبارات- العمليات البرية التي تقوم بها قوات الاحتلال في القطاع. وندَّد أمينها العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد العيسى بهذا الهجوم المروِّع الذي يهدد حياة المدنيين الفلسطينيين، ويضاعف معاناتهم وأزمتهم الإنسانية، مُتجاهِلًا كلَّ النداءات والتحذيرات والقرارات من الدول والمنظمات كافة بمخاطره الإنسانية والأمنية. وحذَّر العيسى من خطورة مواصلة هذه الانتهاكات الصارخة لكل القوانين والأعراف الدولية، الدينية والإنسانية، بحقِّ المدنيين المظلومين، وما تهدِّد به من تداعياتٍ خطرةٍ على استقرار المنطقة والسِّلم الإقليمي والدولي، داعيًا المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته للوقف الفوري لهذه العملية العسكرية، وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، حمايةً للمدنيين الأبرياء، واحترامًا للقانون الدولي الإنساني.