أكد لـ«عكاظ» الكاتب السياسي سلمان الشريدة أن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المنعقدة في العاصمة الرياض، تأتي للتباحث حول الأحداث الجارية بالمنطقة، وعلى رأسها الأزمة الفلسطينية وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الشريدة: أعتقد أن تكون أجندة القمة حول دعم الموقف العربي الموحد لوقف اطلاق النار الفوري، وكذلك دعم موقف السعودية ومصر والأردن في منع التهجير الفوري، وهاذان الأمران مهمان في هذا التوقيت، إضافة إلى رفض استهداف المدنيين بأي شكل، أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية، وهذا يعد موقفاً سعودياً ثابتا من الأزمة في غزة، مع التأكيد على أهمية احترام ومراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني.
وأضاف الشريدة: في تصوري أن الدول العربية تؤكد موقفها بأن السلطة الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وعدم التركيز على أي من الفصائل الأخرى على أنها ممثل للفلسطينيين، وهذه القمة الطارئة هي الطريقة السياسية الصحيحة في التعامل مع الأحداث الجارية وليس رفع الشعارات والخطب الشعبوية التي لا تقدم خطوة في أي حل سياسي.
وأوضح أن الأصوات العربية والإسلامية ستكون وسيلة ضغط على الإدارة الأمريكية الحالية لوقف إطلاق النار وإحياء المبادرة العربية في حل الدولتين التي كانت تنادي الرياض لها.
من جهته، قال لـ«عكاظ» الكاتب والمحلل السياسي مبارك آل عاتي: إن استضافة السعودية للقمة العربية والإسلامية يؤكد دورها القيادي على المستويين العربي والدولي في التعامل مع أزمات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث دعت لعقد القمة لتنسيق الجهود والمواقف العربية لوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة.
وبين آل عاتي أن القمة تنعقد مع استمرار دعوات السعودية للمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته للوقف الفوري للعمليات العسكرية، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ورفض التهجير القسري والحصار لسكان عزة، وتمكين المنظمات الإنسانية والإغاثية من إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة والضرورية للمدنيين في قطاع غزة دون عوائق.
وقال: السعودية لها دور قيادي وجهود حثيثة في التواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة بهدف تنسيق العمل الدولي المشترك الرامي لإيجاد السبل اللازمة لنزع فتيل التوتر في منطقة غزة ومحيطها، بما يمنع مواصلة تدهور الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني، ويحمي المدنيين ويرفع مُعاناتهم ويوصل المُساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة والفورية، فانعقاد القمة تأكيد للموقف العربي الثابت تجاه إدانة الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الأزمة الفلسطينية، وفرص تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وذهب آل عاتي إلى أن عقد القمة يدعم دعوة مجلس الأمن والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان لمواجهة العدوان الإسرائيلي من خلال الشرعية الدولية، في ضوء حالة عجزها الحالية في التعامل مع الأزمة، كما ستوفر فرصة لتعزيز دعوة الدول العربية للدول الغربية نحو نبذ ازدواجية المعايير في التعاطي مع القضية الفلسطينية، وتثمين المواقف العادلة لعدد من الدول الفاعلة على الساحة الدولية التي تدين الاعتداء الإسرائيلي.