استصرخت كلمات القادة العرب والمسلمين في قمة الرياض العربية الإسلامية الاستثنائية أمس الضمير العالمي، من أجل تحرك عاجل يوقف الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خصوصاً بعدما تجاوز عدد الشهداء 11 ألفاً، وتفاقمت الكارثة الإنسانية إلى درجة تهدد بقتل مزيد من الفلسطينيين عطشاً، وجوعاً، ومرضاً، في سجنهم الكبير المحاصر منذ أكثر من 15 عاماً. ويعد انعقاد هذه القمة في الرياض دليلاً على جدية القيادة والدبلوماسية السعودية في إيجاد حل يزيل المظالم العربية من جذورها، ألا وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة، وتطبيق حل الدولتين الذي اقترحته المملكة العربية السعودية وصادقت عليه القمة العربية في بيروت، واعتمدته الأمم المتحدة أساساً لوضع حد لمشكلة الشرق الأوسط. كما كانت قمة الرياض العربية الإسلامية قمة للتصالح، واللقاء بين زعماء لم تُتح لهم فرص كهذه للقاء بعضهم، والتفاكر في شؤون الأمتين العربية والإسلامية. إن قمة الرياض الاستثنائية تشكل ضغطاً حقيقياً على الرأي العام العالمي لمعالجة عيوب مواقف قواه الكبرى المنحازة لإسرائيل، وهي تقتل النساء والأطفال والمسنين، وتطرد المرضى من غرف العمليات وعنابر الرعاية المكثفة. وقد أوضح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مواقف المملكة جلية واضحة بلا لبس ولا غموض، مندداً بالحرب الظالمة، رافضاً تقتيل النساء والأبرياء، وحرمان الفلسطينيين من الماء والغذاء والدواء. واكتسب الموقف السعودي الصارم أهمية أكبر من تلاقي العرب والمسلمين حوله، لأنه يعبر عن ضمائرهم وعقولهم وعقيدتهم السمحة.