زاد التمسك بشروط هدنة الـ4 أيام في غزة، الأمل بإمكان تمديد أجلها؛ بل إن هناك من يحلمون بأن تتحول إلى وقف دائم للنار. وحض ذلك زعماء عرباً وغربيين على مقاربة مسألة الدولة الفلسطينية المنشودة. وكان رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز أشجع القادة الغربيين بهذا الشأن، خصوصاً أن بلاده تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي؛ إذ طالب الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وحذر من أنه إذا لم تتجاوب دول الاتحاد، فإن إسبانيا ستتخذ قراراً منفرداً بهذا الخصوص. ورسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مزيداً من ملامح الدولة المنشودة، بإشارته إلى أنها قد تكون منزوعة السلاح، وقد تتطلب نشر قوات أجنبية لضمان أمنها وأمن إسرائيل. وقد أثار استنكار فظاعة القتل الإسرائيلي للمدنيين في غزة غضب الحكومة الإسرائيلية، التي تريد للعالم كله أن يغمض عينيه عن فظائعها في غزة؛ بدعوى أن من حقها الشرعي أن تدافع عن نفسها. لا أحد ينكر حق الدول في الدفاع عن نفسها، لكن ذلك يجب أن يتم وفقاً لاشتراطات القانون الإنساني الدولي. إن الهدنة خبر طيب بالنسبة للغزيين، الذين شتتت الحرب شملهم، ودفنت أعزاءهم ومنازلهم تحت الركام، لكن المجتمع الدولي مطالب بأن يفعل ما في وسعه لتمديدها، أو تحويلها وقفاً دائماً للنار؛ لأن السماح لإسرائيل وحماس باستئنافها بعد انقضاء الهدنة الحالية يعني العودة لقتل الأبرياء، وتدمير ما بقي من منشآت البنية الأساسية. والأمل كبير في أن تؤدي الخطوة الإسبانية المرتقبة إلى التعجيل بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.