أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أن الهدنة الإنسانية في قطاع غزة لن تكون ذات قيمة إذا لم يكن هناك عمل بعدها من أجل توطيد السلام، مرحّباً باتفاق الهدنة، ومشيراً إلى أن ذلك يعد تطوراً إيجابياً ويسمح بالمرور الآمن للمساعدات الإنسانية العاجلة، إلا أنه لا يكفي لدخول جميع المساعدات إلى غزة، ما لم يتبعها وقفٌ شامل ودائم للعمليات العسكرية.
وأكد وزير الخارجية في كلمته خلال مشاركته اليوم (الاثنين) في مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط، وذلك بمدينة برشلونة الإسبانية، على نتائج القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي عُقدت في الرياض، وتكليفها للجنة الوزارية التي زارت العديد من الشركاء الرئيسيين في جميع أنحاء العالم من أجل نقل موقف الأمتين الإسلامية والعربية الموحد، والعمل على تمهيد طريقٍ واضح لحل الأزمة في قطاع غزة.
وأشار إلى أهمية أن يعطي المجتمع الدولي الأولوية للإنهاء الفوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة، وضمان المرور الكافي والآمن للمساعدات الإنسانية، والإفراج عن جميع الرهائن المدنيين.
ورحّب وزير الخارجية باتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه، مشيراً إلى أن ذلك يعد تطوراً إيجابياً ويسمح بالمرور الآمن للمساعدات الإنسانية العاجلة، إلا أنه لا يكفي لدخول جميع المساعدات إلى غزة، ما لم يتبعها وقفٌ شامل ودائم للعمليات العسكرية.
وقال وزير الخارجية: إن استمرار التصعيد في قطاع غزة أسفر عن المزيد من الدمار والتطرف والمزيد من القتل للأبرياء، ويهدد الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المملكة تدين كافة أشكال العنف واستهداف المدنيين منذ بداية الأزمة، ورغم ذلك تصاعدت العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية مع التجاهل التام لحياة المدنيين، وتقاعس المنظمات الدولية.
وأكد أهمية السعي الجاد للتغلب على الأزمة الحالية في قطاع غزة، والتحرك نحو خطة جدية وذات مصداقية لإحياء عملية السلام، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة يتحقق فيها الكرامة والازدهار للشعب الفلسطيني الشقيق.
وقال إن القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي عقدت في هذا الشهر، عملت من أجل إعطاء رسالة موحدة لمواجهة الأزمة الصعبة في غزة، وأضاف «كلماتنا كانت واضحة، وبذلنا عملاً دؤوبا من أجل وقف العمليات العسكرية ومساعدة الشعب الفلسطيني غزة»، وأشار إلى أن العالم شاهد عنفاً كبيراً جداً لا يمكننا أن نقبله في القرن الـ21، وليس هناك حق لأي بلد للقيام بهذا العمل الشنيع ضد حياة الفلسطينيين.
وشدد على أنه: منذ البدء كنا واضحين جدا في مناهضة وعدم قبول العنف، وعلينا أن نحترم الإنسانية، وعلى المؤسسات الدولية موافقة ذلك، ونؤكد على مسؤولية إسرائيل عن كل العنف الذي قامت به، ويجب أن نضغط بشكل كامل لإيقافه، كما يجب العمل على خطة للسلام ذات مصداقية لإنهاء الوضع الكارثي في غزة.
ونوّه وزير الخارجية في كلمته، إلى ضرورة العمل على خطة للسلام في الشرق الأوسط، وإعطاء أمل لمستقبل كريم لشعوب المنطقة، «وأن نتخطى هذه الأزمة ونعمل من أجل السلام في المستقبل»، مضيفاً: «لا يوجد بديل مستدام لحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأن يكون هناك اعتراف بالدولة الفلسطينية من أجل إعطاء رفاهية وسلام وكرامة للشعب الفلسطيني مستقبلاً، ونعمل مع العالم للوصول إلى هذا الهدف».