-A +A
لأن القضية الفلسطينية وهموم الشعب الفلسطيني وآماله وتطلعاته في مقدمة اهتماماتها، تقود المملكة دبلوماسية عربية إسلامية لتحقيق حشد دولي يفضي للوصول إلى قناعة بضرورة وقف الحرب على غزة، وشجب عملية القتل الممنهجة للأبرياء، ورفض التهجير القسري بعيداً عن أرضهم، وهو ما تحقق على أرض الواقع من خلال مجلس الأمن الذي سجّل موقفاً عالمياً حال دون تمرير مشروع قرار لإيقاف الحرب في غزة الفيتو الأمريكي فقط، وإن امتنعت بريطانيا عن التصويت، إلا أن الحشد العالمي كان غير مسبوق وهو ما يؤكد نجاح الدبلوماسية السعودية وقدرتها على إقناع العالم، من خلال عرضها للقضية الفلسطينية، وفظاعة ما يحدث في غزة من قتل وتدمير، وخطورة أي خطوة للتهجير القسري.

ما تحقق في مجلس الأمن لصالح القضية الفلسطينية عامة، خصوصاً، وإن أُجهض مشروع قرار إيقاف الحرب بالفيتو الأمريكي، يأتي ترجمة لعمل غير مسبوق، وجهود مضاعفة بذلها وزراء الخارجية الذين أوفدتهم القمة العربية الإسلامية، التي استضافتها المملكة بقيادة وزير الخارجية السعودي، خصوصاً أن الحشد الذي تحقق أحرج الإدارة الأمريكية ووضعها وحيدة في دعم إسرائيل في حربها على غزة، ما يعني أن أمريكا مُجبرةً ستضطر إلى تغيير تعاملها مع الكيان الإسرائيلي، لأنها وباستخدامها للفيتو من جهة، وأمام ما تحقق من حشد عالمي ضد إسرائيل تتحمّل أمام شعوب العالم التي تتعاطف مع الفلسطينيين مسؤولية القتل والتدمير والتهجير.


دبلوماسية المملكة التي تكتسب أهميتها من عدالة القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، وأحقيتهم في الحياة الكريمة بعيداً عن العربدة الإسرائيلية، والتي أقنعت العالم بضرورة شجب واستنكار ما تقوم به إسرائيل في غزة، ستغيّر قناعات الإدارة الأمريكية، في التعاطي مع كل ما يحدث من قتل وتدمير وتهجير، لأنها -أي الإدارة الأمريكية- تجد أنها في ورطة العزلة التي لن تخرج منها إلا بتغيير مواقفها الداعمة بشكل مطلق للكيان الصهيوني.