أكد أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أن الدروس العلمية في مجالس أئمة وملوك المملكة العربية السعودية، هو النهج الذي تسير عليه قيادة هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
جاء ذلك خلال الجلسة الأسبوعية لأمير منطقة القصيم بقصر التوحيد في مدينة بريدة اليوم، التي كانت بعنوان: الدروس العلمية في مجالس ملوك المملكة العربية السعودية، بمشاركة عدد من المتحدثين المتخصصين، بحضور وكيل إمارة منطقة القصيم الدكتور عبدالرحمن الوزان، وأصحاب الفضيلة والمسؤولين والأعيان والأهالي بالمنطقة.
وقال أمير منطقة القصيم خلال حديثه: منهج الدروس العلمية سنة حميدة سار عليها ملوك هذه البلاد، الذين كانوا يحرصون على بداية المجالس بالقرآن الكريم وسنة نبيه وما يفيد الحضور وهي من السنن التي نستذكرها لأئمة هذه البلاد.
وكانت الجلسة الأسبوعية لأمير منطقة القصيم قد شهدت مشاركة أستاذ أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله الشثري، الذي أوضح أن القيادة الرشيدة اهتمت بالعلم والعلماء على نهج الملك عبدالعزيز (طيّب الله ثراه) الذي كان محباً للعلم ونشر المعرفة، وتلقى العلم عن العلماء وتجلى ذلك في مجالس العلم التي تعقد في حضوره سواء في حله وترحاله وكانت معمورة في قراءة أمهات الكتب، وكان التركيز في القراءة ونشر الكتب ينصب على كتب الاعتقاد أولاً، لتوضيح منهج السلف الصالح الى جانب كتب التفسير والفقه، في حين أكد المؤرخون على قوة وعي الملك عبدالعزيز وحسن ذوقه للتفسير.
وأشار الشثري إلى أن مجالس العلم والقراءة للملك عبدالعزيز هي امتداد على ما كان عليه آباؤه وأجداده وفيها من المذاكرة والمدارسة، وجامعة متعددة المعارف والمشارب، التي تشمل كتب الأدب والوعظ وهي تمثل تكويناً وينبوعاً تجسدت في قدرة المؤسس (رحمه الله) على إدارة شؤون الحكم ونشر الكتب وطباعة أكثر من 60 كتاباً على نفقته الخاصة.
وبين أن الملك سعود (رحمه الله) سار على النهج في الجلسات العلمية وتأثر بما كان عليه والده وهو خريج مدرسة الملك عبدالعزيز في السياسة والحكم والإدارة، حيث حرص الملك سعود على إحياء الجلسات العلمية، وهذا العمل منهج عظيم سار عليه قادة هذه البلاد المباركة.
وقال: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يسير على هذا النهج، باهتمامه بالعلم والعلماء وتقديره لهم، وقوة صلته بهم عبر زياراته المستمرة للعلماء.
وأشار أستاذ التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبداللطيف الحميد خلال مشاركته، إلى أهمية موضوع الدروس العلمية في مجالس ملوك المملكة، مؤكداً أن جلسة أمير القصيم نالت قصب السبق في تناول هذا الموضوع من خلال مؤلف أمير القصيم بعنوان: المجالس المفتوحة.
وتطرّق الحميد إلى ما ذكره المؤرخون حول مجلس الإمام سعود (رحمه الله) في الدولة السعودية الأولى ومجالسة الناس للذكر، مستعرضاً بعض المواقف التاريخية التي تؤكد منهج أئمة الدولة السعودية وحرصهم على الدروس العلمية في مجالسهم، ومشيراً إلى أن الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) كان يحرص على الدروس العلمية في حله وترحاله، وتنقل مجالسه العلمية، مستشهداً برحلة المؤسس من الرياض إلى مكة المكرمة، إذ كان يقسم وقته للدروس العلمية أثناء الليل وأثناء المسير، وفقاً لما ذكره شهود العيان.
وأفاد أستاذ رئيس قسم التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالمحسن الرشودي، أن الملك المؤسس (طيب الله ثراه) حرص على الدروس العلمية، فقد كان لديه قارئ في سفره، مشيراً إلى أن هذا النهج انعكس على المجتمع وارتباطهم بوجود المحدثين خلال سفرهم.
وفي نهاية الجلسة كرّم أمير منطقة القصيم المتحدثين بالجلسة تقديراً لمشاركتهم وإثرائهم الجلسة بالجوانب المعرفية والمعلومات التاريخية.