أظهر تقرير صدر أول يناير الجاري، أن صندوق الثروة السيادي السعودي (صندوق الاستثمارات العامة)، الذي يشرف عليه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فاق ما أنفقته جميع الصناديق السيادية في العالم على الاستثمارات خلال السنة الماضية، إذ بلغت استثماراته 31.5 مليار دولار، في استحواذات تراوح من تملُّك حصة في مطار هيثرو اللندني إلى الاستحواذ على شركة أمريكية للألعاب الإلكترونية. وأكدت الشركة الاستشارية «غلوبال إس دبليو إف» أن الصندوق السيادي السعودي، احتل المرتبة الأولى في القائمة السنوية لإنفاق صناديق الثروات السيادية في العالم. وأضافت أن الصندوق السعودي أنفق أكثر من ربع ما أنفقته بقية الصناديق السيادية خلال 2023م، وهو مبلغ 123.8 مليار دولار. وتشير الأرقام إلى أن الإنفاق الاستثماري للصندوق السيادي السعودي قفز بحو الثلث عما كان عليه خلال 2022م. وأبرم الصندوق السعودي خلال العام الماضي 48 صفقة، في سياق مسعى المملكة لتنويع اقتصادها، ومصادر دخلها، لئلا تظل معتمدة على مداخيل النفط وحدها. وآخر صفقة أبرمها السيادي السعودي في بريطانيا تتمثل في الاستحواذ على 49% من فندقي بالمورال في إدنبرة (أسكتلندا)، وبراونز في لندن (إنجلترا)، وهما من الفنادق الفاخرة، علاوة على الاستحواذ على 10% من أسهم مطار هيثرو. وفي أبريل 2023م، أنفق الصندوق السيادي السعودي 4.9 مليار دولار للاستحواذ على شركة سكوبلي المتخصصة في صنع الألعاب في كاليفورنيا. كما أضحى الصندوق السعودي خلال 2023م، أكبر مالك لأسهم شركة ناينتندو اليابانية للألعاب. كما شهدت السنة الماضية استحواذ الصندوق السيادي السعودي على حصة في مجموعة برازيلية للتعدين. وبذلك نجح السيادي السعودي خلال 2023م، في القفز من المرتبة الثالثة إلى الأولى في قائمة أكبر صناديق العالم من حيث الإنفاق على الاستثمارات. ولم يرد اسم الصندوق خلال 2021م، ضمن الـ 10 الأوائل في تلك القائمة السنوية. ولم يكن لصندوق الاستثمارات العامة حضور دولي يذكر، إلا بعدما تولى الأمير محمد بن سلمان الإشراف عليه قبل نحو 8 سنوات. واعتبره الأمير محمد بن سلمان ذا دور مركزي في تنفيذ رؤية المملكة 2030. وأبدى الصندوق اهتماماً كبيراً بالاستثمار في القطاع الرياضي، بدءاً باستحواذه في 2021م، على نادي نيوكاسل يونايتد البريطاني. كما استطاع الصندوق من خلال الاستثمار في الرياضة التعاقد على ضم أبرز نجوم كرة القدم العالميين إلى أندية الدوري السعودي الممتاز. كما أبدى الصندوق السيادي اهتماماً غير مسبوق بالاستثمار في الاقتصاد الوطني، من خلال تمويل مشاريع عمرانية وتنموية ضخمة، أبرزها تشييد مدينة نيوم المستقبلية. ولاحظت بلومبيرغ أن الصندوق السيادي السعودي عزز صفقاته الاستثمارية، على رغم اتجاه صناديق سيادية منافسة إلى تقليص إنفاقها. وأشار تقرير غلوبال إس دبليو إف إلى أن صناديق الثروة السيادية الخليجية زادت هيمنتها على الاستحواذات العالمية، حتى غدت تمثل نحو 40% من قيمة الاستثمارات التي أنفقتها بقية الصناديق السيادية في العالم. وكان معهد التمويل الدولي ذكر، في تقرير في ديسمبر الماضي، أن صناديق الثروة السيادية في السعودية، والإمارات، وقطر، والبحرين، والكويت، وسلطنة عُمان ستتحكم بحلول نهاية 2024 في أرصدة أجنبية قد تصل قيمتها إلى 4.4 تريليون دولار. وقفزت أرصدة الصناديق السيادية العالمية خلال 2023م، إلى رقم قياسي يبلغ 11.2 تريليون دولار. وبلغت نسبة استثمارات الصندوق السيادي السعودي في الساحة الاقتصادية السعودية 42% من جملة إنفاقه الاستثماري العام. وبلغت جملة استثمارات الصندوق السيادي السعودي في شركات الألعاب الإكترونية 8.1 مليار دولار. وتوقع تقرير غلوبال إس دبليو إف أن تتجاوز قيمة الأرصدة المُدارة من قبل الصناديق السيادية العالمية ما كانت عليه في 2021م، حين بلغت 50.8 ترليون دولار.