-A +A
لا يزال الجرح العربي الفلسطيني نازفاً، ليس في غزة وحدها، بل في الضفة الغربية أيضاً، حيث تقتحم قوات الاحتلال قرى الضفة ومخيماتها، بما فيها رام الله. ولا تزال الحرب تحصد المدنيين في غزة، الذين ارتفع عدد شهدائهم إلى أكثر من 22,600 شهيد منذ أكتوبر 2023. ويتلبد في الأفق مزيد من الضباب في ظل التركيبة اليمينية المتطرفة لحكومة بنيامين نتنياهو، ورغبة أعضائها في طرد الفلسطينيين من غزة. ويسعى الإسرائيليون أيضاً إلى تدمير لبنان. وفيما يقوم كبار قادة الدبلوماسية الغربية بجولات في الشرق الأوسط، لا بد من القول إن السكوت على عربدة المتطرفين في إسرائيل سيعني انحيازاً كاملاً ومطلقاً لإسرائيل، على حساب العرب، الذين تعتبرهم واشنطن حلفاء لها. إن الانحياز السافر لإسرائيل، وهي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، سينعكس -من دون شك- على العلاقات الأمريكية العربية، في ظل تحديات خطيرة تواجه المنطقة وحلفاء أمريكا فيها. وهو أمرٌ يتطلب حكمةً، واعتدالاً، ووقوفاً مع الحق، من دون اعتبار لنفوذ جماعات المصالح الموالية لإسرائيل. إن واشنطن حليف لا يستهان به، وشريك لا يمكن التقليل من شأن أهميته؛ لكن إدناء إسرائيل على حساب جيرانها العرب سيقود تلك العلاقة التاريخية إلى دائرة التوتر.