-A +A
«عكاظ» (جدة)

كشف استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية والعلاجات التداخلية بمدينة الملك فهد الطبية الدكتور صالح الشلاش أن أكثر من 30% من البالغين (18 عاماً) في السعودية معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وذلك بسبب بعض العوامل السلوكية الخطيرة التي تؤدي إلى حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية، وأكد الدكتور الشلاش في حوار أن ما يقدر بنحو 17.9 مليون شخص توفي بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في عام 2019، وهو ما يمثل 32% من جميع الوفيات في العالم. ومن بين هذه الوفيات 85% كانت بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

• هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن خلفيتك في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية؟

•• أعمل في مدينة الملك فهد الطبية استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية والعلاجات التداخلية. وأشغل منصب عضو مجلس الإدارة في جمعية قسطرة القلب السعودية ونائب رئيس مجلس الإدارة في جمعية التوعية الصحية الرقمية. كما أنني باحث ومهتم في أمراض الصمامات القلبية والطرق العلاجية. وحاصل على الزمالة الكندية في طب الباطنة والزمالة الأمريكية في طب القلب والأوعية الدموية والزمالة الأمريكية في العلاجات التداخلية القلبية والبورد الأمريكي في الأشعة النووية القلبية.

• ما مدى خطورة أمراض القلب؟ وما معدلات الإصابة بها في المملكة العربية السعودية؟

•• تعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم. إذ توفي ما يقدر بنحو 17.9 مليون شخص بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في عام 2019، وهو ما يمثل 32% من جميع الوفيات في العالم. ومن بين هذه الوفيات 85% كانت بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

كما تشير التقديرات إلى أن حوالى 34% من الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية في منطقة شرق المتوسط ترجع إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. وتمثل الأمراض القلبية الوعائية 37% من الوفيات النسبية في المملكة العربية السعودية.

• ما الأسباب وراء الارتفاع المستمر في أمراض القلب والأوعية الدموية؟ وما المخاوف الأساسية التي تمثلها بين سكان المملكة؟

•• أكثر من 30% من البالغين (18 عاماً) في المملكة العربية السعودية معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن أهم عوامل الخطر السلوكية التي تؤدي إلى حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية والتي تصنف على أنها بالإمكان التحكّم بها هي: اتباع أسلوب حياة غير صحي (نظام غذائي غير صحي، وعدم ممارسة النشاط البدني) والتدخين وارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة الدهون في الدم والزيادة المفرطة في الوزن. تتصدر هذه العوامل انتشاراً في المملكة العربية السعودية كل من ارتفاع نسبة الدهون في الدم (35%) وارتفاع ضغط الدم (20%) والتدخين (16%).

• ما أحدث التقنيات المستخدمة لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟ وهل هي خالية من المخاطر؟

•• ساعدت التطورات الطبية في توفير طرق متعددة لتقليل الضرر ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومنها ما يعرف بقسطرة القلب وهي إجراء طبي لفتح انسداد الشرايين وذلك عن طريق استخدام أنبوب قسطرة أو بالون ثم تركيب دعامات أو من دونها لإبقائه مفتوحاً. كما تتوفر أدوية تستخدم لخفض مستويات الدهون في الدم تعرف بالستاتينات Statins وأثبتت الدراسات أنها ناجحة في تقليل الأضرار والمخاطر المرتبطة عند تناولها يومياً بشكل كبير جداً مقارنة بالمخاطر المتزايدة الناجمة عن تناول الأغذية الغنية بالدهون بشكل يومي. وبالرغم من عدم خلو هذه الطرق والإجراءات من المخاطر بشكل تام ولكن منافعها في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين تفوق مخاطرها بشكل كبير.

• ذكرت أن التدخين واحد من أعلى النسب في العوامل المرتبطة بأمراض القلب في المملكة، فما تأثيرات التدخين المرتبطة بهذه الأمراض؟

•• بالفعل يزيد التدخين من الوفيات الناجمة، وله دور حاسم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الناجمة عن تصلب وانسداد الشرايين. يتسبب التدخين والتعرض للتدخين السلبي في أكثر من 30% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية. يؤدي التوقف عن التدخين في سن مبكرة (40 عامًا) إلى انخفاض كبير جداً بنسبة 90% في ازدياد خطر الوفاة. فأفضل وسيلة هي وبلا شكّ الإقلاع عن التدخين والنيكوتين تماماً.

وفقًا لتقديرات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي Centre for Disease Control and Prevention في عام 2018، نجح 7.5% من المدخنين البالغين (2.9 مليون) في الإقلاع عن التدخين وهي نسبة متواضعة وقليلة نسبياً. فآفة التدخين كما هو معروف تسبب الإدمان، ونعلم أن هناك العديد من المدخنين سيستمرون في التدخين أو قد لا ينجحون في الإقلاع. من الملفت أننا نرى حالياً عدداً متزايداً لدراسات وأبحاث حول منتجات خالية من الدخان، تدعم هذه الدراسات حقيقة أن تلك المنتجات تطلق كميات أقل من المواد السامة مقارنة بدخان السجائر. فهي مقارنة بالاستمرار في التدخين والتعرض المستمر للمواد المسرطنة والسامة الناتجة عن احتراق التبغ، تُعد بديلاً غير خال من المخاطر ولكن تعتبر أفضل من التدخين الذي هو أكثر وسيلة مميتة لاستهلاك التبغ.