لم يتغير شيء في خطط إسرائيل لإبادة الفلسطينيين من قطاع غزة أولاً، ثم من الضفة الغربية لاحقاً. وبدا واضحاً أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، منح إسرائيل (كارت بلانش) لتفعل ما تريده، فيما تدنو انتخابات الرئاسة الأمريكية، وينشغل الاتحاد الأوروبي بأوكرانيا، والاقتصاد، ونقص الطاقة، ومستقبل حلف شمال الأطلسي حال عودة الرئيس السابق ترمب للحكم. ومن الواضح أن إسرائيل تتعامل وكأن النصح الأوروبي، والمحاولات الخجولة من واشنطن لإثنائها عن الاستمرار في الإبادة الجماعية لا يعنيانها. وإذا شاء الرئيس جو بايدن ممارسة أي ضغوط عليها فهو مهدد بأن اللوبي الإسرائيلي سيمنع إعادة انتخابه. حتى تهديدات الرئيس الفرنسي، ورئيسي وزراء إسبانيا وآيرلندا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لا تعنيها، فهي ببساطة لن تعترف بها، ولن تقبل حل الدولتين حتى لو اندلعت حرب عالمية من منطقة الشرق الأوسط. أما الأمم المتحدة فهي أكثر المنظمات الدولية التي تحتقرها إسرائيل؛ فقد هاجمت الأمين العام أنطونيو غوتيريش مراراً، كما «اخترعت» الاتهام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين بأن 12 من موظفيها يقاتلون مع حماس؛ وهو ادعاء لم تثبت إسرائيل صحته، لتطالب باستقالة مدير الوكالة، ولتطالب بإلغائها تماماً.. هذه كلها مؤشرات لا تخفى إلى قرب إبادة سكان غزة من خلال اقتحام رفح، وإلى أن إبادة فلسطينيي الضفة الغربية آتيةٌ لا محالة. ولا ينبع القلق على الفلسطينيين من الخوف على حياتهم فحسب، بل لأنهم سيُذاقون (الترانسفير) نفسه، الذي ذاقه أجدادهم في 1948.. وفي كلتا الحالتين بدا المتعاطفون مع الفلسطينيين بلا حول ولا قوة.