كشف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، أنه سيتحدث باسم دول مجلس التعاون في مفاوضات في بروكسل مع الاتحاد الأوروبي، التي تبدأ في الأسبوع الثاني من رمضان، لإعفاء مواطني الخليج من تأشيرة «الشنجن».
وقال لدينا ملف قوي للحصول على الإعفاء، وإن شاء الله نحتفل هذا العام بالحصول على أول إعفاء.
وأشار إلى أن قمة الدوحة الـ44 أقرت في ديسمبر الماضي التأشيرة الخليجية الموحدة، التي تسمح للزوار بدخول الدول الست.
وأكد البديوي في حواره مع برنامج «مخيال رمضان» الذي يبث على القناة الأولى السعودية ويقدمه الزميل عبدالله البندر، أن مجلس التعاون يسير في خط ومسار صحيح، ونحن نفخر بأن نكون في هذه المنظومة، في ظل التلاحم، والجميع مدرك لأهمية التكامل الاقتصادي، وهناك تنسيق رائع وتقارب في كافة المجالات سياسياً وأمنياً عسكرياً وفكرياً، وبمزيد من العمل نصل إلى التكامل الاقتصادي الكامل.
وأشار إلى أن الناتج القومي الوطني للدول الست يصل إلى 2.2 تريليون دولار، ما يعني أننا في المركز التاسع عالمياً.
وتطرق إلى بداية تأسيس مجلس التعاون، واستذكر بيان وزير الخارجية السابق الأمير الراحل سعود الفيصل، وتأكيده على التحديات الجيوسياسية التي تواجه دول المجلس منذ الحرب العراقية الإيرانية.
وتحدث عن مساعٍ لاتفاقيات التجارة الحرة لدول المجلس مع الكثير من الدول، مثل الصين وتركيا، واتفاقيات مع باكستان، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لقبول حل الدولتين، وفك الحصار على غزة.
وأكد البديوي أنه يجب على إسرائيل أن تدرك أن حل الدولتين هو الحل لضمان أمنها وسلامها، وهي لن تضمن ذلك إلا بالتوصل إلى حوار حقيقي مع الجانب الفلسطيني مهما استخدمت من تكنولوجيا وكاميرات مراقبة.
وتطرق البديوي إلى عمله سفيراً في كوريا الجنوبية، ومفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، وتوثيقه العلاقات بين البلدين، حيث رشحه البرلمان الكوري لنيل جائزة سنوية لأفضل سفير.
كما تطرق إلى مشاركته في ملف إعفاء الرعايا الكويتيين من تأشيرة الشنجن في الاتحاد الأوروبي.
وتحدث البديوي عن مراحل طفولته وحياته الأولى في منطقة الفيحاء بالكويت، مبيناً أنه تعلم من والده مهارة المفاوضات التي كان يجيدها إبان عمله في مهنة تصليح وبيع السلاح والمواد الإنشائية.
وتطرق إلى تفاصيل سفره إلى أمريكا للدراسة عن رغبة منه، واكتسابه العديد من المهارات، مشيراً إلى أنه غادر لدراسة علوم الكمبيوتر، وكانت الدولة توفر البعثة لكنها كانت تحث الطالب على دراسة التخصص الذي تحتاجه الدولة، وكان التخصص المتوفر علوم كمبيوتر، الذي كان يعتمد على دراسة الفيزياء والرياضيات، وقال «كنت في الثانوية أدرس أدبي ولم أدرس تلك المواد، لذا غيرت البعثة إلى إعلام». ولفت إلى أنه تعلم الكثير خلال حياته الدراسية في أمريكا.
وأقر البديوي بفضل الراحل عبدالعزيز بن عبدالله السديري ابن السفير الكويتي السابق، في دخوله عالم السياسة، حيث كانت له الخبرة في التحليل بحكم دراسته الدكتوراه في العلوم السياسية، حتى أصبح المتحدث باسم الكويت في ولاية يوتا الأمريكية.
وقال «في إحدى المرات وخلال الغزو انتحل الراحل عبدالعزيز السديري شخصيتي وتحدث مع قناة أمريكية، وبدأ يتحدث باسمي لتأكيد وجودي هناك، فكان له فضل في تقديمه لي في المجتمع الأمريكي».
وأكد البديوي أن الكويتيين لن ينسوا وقفة المملكة وأشقائها معهم خلال غزو 1990، وقال «منّ الله علينا بنعمه التحرير بمساعده أشقائنا في دول مجلس التعاون، وما قصروا معنا، والحدث أكبر دليل على أهميتنا وترابطنا وعلى تكامل دول الخليج».
وتطرق إلى مرحلته العملية في وكالة الأنباء الكويتية، ثم تعيينه ملحقاً دبلوماسياً في وزارة الخارجية، وهناك اقترب كثيراً من الشيخ سالم صباح السالم، وعمل في مكتب وزير الخارجية، وكان معنياً بالقطاع الإعلامي.
وأشار إلى أنه تنقل بين عدة سفارات في عدة بلدان، منها أمريكا، حيث عاصر خلال عمله وقتها أحداث 11 سبتمبر، وتحدث عن اختياره ضمن الفريق الكويتي المفاوض مع أمريكا بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
وروى تفاصيل تكليفه بالعمل أميناً عاماً لدول مجلس التعاون الخليجي، وقال «اتصل بي وزير الخارجية آنذاك الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، فجراً بتوقيت أمريكا، وطلب مكالمتي برسالة نصية، وعرفت وقتها أن هناك حدثاً كبيراً، وأخبرني ووافقت على الفور بهذا التكليف والتشريف بأن أخدم الدول الست».