للكاتب محمد السحيمي حضوره الناعم نعومة ورق الورد، الجارح جرح أشواك السلم، لا سماء لم يخفق فيها جانحاه، ولا وعي لم يتوقف عند معناه، ربما كان ممن يهدم ذاته، ليبني صفاته، صلب وشرس، لكنه لا يمر بذات خمار لا تسيل دمه، وفي إجاباته عن سؤالات المسامرة ما يغني عن بسط القول في المقدمة..
لجنة ثلاثية
• متى كانت ساعة القدوم للدنيا؟ وهل بكيت عند ولادتك؟
•• ضحى الأول من رجب 1388هـ/ مطلع أكتوبر 1967م. ولم أتوقف عن البكاء حتى اليوم!
• من كانت قابلتك؟ ومن الذي اختار لك اسمك؟
•• قابلتي كانت زوجة خالي (فاطمة)، واختار لي اسم (محمد) لجنة ثلاثية مكونة من: عبيدالله الردادي (مدير الأحوال المدنية بالمدينة المنورة) رئيساً، وابن عمي هديبان بن راشد (شيخ القبيلة) عضواً، وأخي الأكبر وأستاذي الأول عوض (بالنيابة عن الوالد) عضواً.
• هل احتفلت أسرتك بقدومك؟ وما نوع الاحتفال؟ وما سببه؟
•• قطعت خالتي (فاطمة) حبلي السُّري، وربطته في (قلم)، وظلت تراهن على أن (ولد عتقاء) سيصبح (كَيْتَبْ)! هل فهمت: لماذا لم أتوقف عن البكاء حتى اليوم؟!
• ما الذي تحتفظ به ذاكرتك من مدينة الطفولة وطفولة القرية؟
•• لا شيء غير الحب، فمدينة الطفولة (الصويدرة) من ديار بني (عذرة)، وقد قلت ذات جرح لم يلتئم: لا يعيشُ عُذْرِيٌّ - قضى الله - إلا عميداً.. لا يموت عذري - أبى الله - إلا شهيداً!
سن غزال وسن حمار
• ماذا يعني الانتماء لمجتمع تقليدي؟
•• أَمَرَّ عذاب.. وأحلى عذاب.. عذاب الحب للأحباب.. كما تقول الأغنية الكلثومية الوهابية الشِنَّاوية..
• هل نشأت في بيئة قروية؟ وعلى ماذا استيقظ وعيك المبكر من الأحداث والمواقف والناس؟
•• نشأت في البادية.. حيث يتناسل الخوف من كل شيء أكثر من تناسل الصراصير في شقة عزوبية: من الرياح العاتية تقتلع الخيام فجأة وتنبذنا في العراء.. من الليل الأحلك من قلب حقود.. من الأفاعي والعقارب والكوابيس والبوم الضابح بالشؤم.. من الذئاب والضباع والأشباح.. من المجهول الأعمى الأصم الأبكم.. من الشمس التي لا تقبل إلا سِنَّ غزال ولا تعطي إلا سِنَّ حمار! من الظمأ الذي لا يرويه سراب.. من السيل الهادر الغادر يجرف غنم الأسرة القليلة أمام أعين الرعاة.. من غروب الشمس الذي محا ملامح أم اليتيم من ذاكرته، التي أحرقها (الصرع) وأعاد (فرمتَتَها)، بعد رشفة من دم الذئب، فصار يواجه الخوف بدل أن يهرب منه، ويرد للدنيا الصاع صاعين، بالسخرية والتسامح والتفاؤل... ومن قتل الخوف فكأنما قتل الشر جميعاً!
• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك؟ وهل كان موسم صيف؟
•• كان يوماً قائظاً جداً من سنة 1397هـ/ 1977م، وقد أفطرت على الماء فقط مع أذان الظهر!
صومي المبكر
• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر؟ وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق؟
•• والدتي توفيت وأنا ابن ثلاث سنوات، وقد ماتت وهي توصي والدي وإخوتي بي، لأنني كنت ضعيف البنية، كثير العلل ولذلك أذن لي والدي بالإفطار، خوفاً عليَّ من الكَتْمَة (الربو) وعودة الصرع الذي شفيت منه عقب ثلاثة أيام ، بدواء من بوفيه مفتوح، طبقه الرئيس مفطَّح ذئب أمعط!
• على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت؟
•• على الرز والمرقوق والرغيدة واللبن وقرص المَلَّة..
• ما النشاط المنزلي الذي كنت تُكلّف به (زراعة، رعي)؟
•• ذات مرة أقنعت شقيقتي الكبرى - وكنت حلو اللسان - برعي (البهم) تحت إشراف شقيقي (عواض)، راعي الغنم القوي الأمين، الذي يكبرني بأربع سنوات، فوافقت بعد أن أقسمتُ لها (بالملازيم) أن أعود بعد العصر مباشرة، وفعلاً توجهت للعودة في الموعد، وسار معي شقيقي، حتى أصبحنا نرى بيوتنا (خيام الشعر)، فعاد إلى الغنم وترك معي كلبة أمي الوفية (نَزْهة) و.. و.. فاجأتني نوبة صرع، لم أفق منها إلا بعد أيام، في حضن جدتي (مستورة) الوحيدة التي كانت تفرح ببكائي المزعج، لأنه الدليل الوحيد على أنني حي!
لكنها كانت النوبة الأخيرة، إذ رضخ الوالد بعدها لضغوط العائلة بقيادة والدته المهيبة جدتي (دغيفلة)، فانتقلنا للحاضرة، وفي (جدة) التي كانت تعيش بداية الطفرة العقارية الهائلة، بعد أن كانت: شارع فلسطين، وأهلي، وبحر، و.. بس!
أفخر بقلم خالتي
• أي فرق أو ميزة كنت تشعر أنك تمايز بها أقرانك؟
•• قلم خالتي (فاطمة) لا غير!
• من تتذكر من زملاء وزميلات الطفولة؟
•• شقيق اليُتم والطفولة رجل المستحيلات: صالح، أبو هشام.
أما الزميلات الجميلات، فأفضل عدم ذكرهن خوفاً من (أحفادهن)، أبناء السوشال ميديا، إذ يعتبروننا مارقين على الدين والأخلاق والعادات والتقاليد!
• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة؟
•• أجابت عن هذا (فيروز) - لا عدمناها - في التحفة الرحبانية (أنا عندي حنين)، وفي التحفة الزكية الناصيفية: (ع بالي لاقيك يا قمر) و.. «يا ريتو ما كان فيه مراكب.. يا ريتو ما كان فيه سفر».
• أين شعرت بحالة الانفصال عن القرية وتغير عليك النمط المعيشي؟
•• في (جدة).. بنت الجيران الأولى: كلنا أحببناها، ولكن لم يتزوجها أحد، بعد أن شوَّه الفساد سمعتها!
• كيف تقضي يومك الرمضاني؟
•• في القراءة قائماً وقاعداً وعلى جنبي وعلى ظهري وعلى بطني.
• هل تصوم عن الكتابة الساخرة أم تصوم هي عنك؟
•• هل صام (الهلال) عن بطولة؟! أم هل صامت بطولة عن الهلال؟!
• متى بدأت علاقتك بالشعر العربي، ولماذا يظهر افتتانك بالشعبي؟
•• نشأت في قبيلة معروفة بالشعر بكل فنونه، و(الصويدرة) هي البوابة الشرقية للمدينة المنورة، وملتقى قبائل عدة، ومحطة مهمة للقوافل التجارية (العقيلات)، وككل القبائل: كانت المجالس تقام في مكان بارز للضيف وعابر السبيل، وكان والدي يصطحبني للمجالس – والمجالس مدارس كما يقولون – وقبل ذلك، فإن خالتي فاطمة – صاحبة القلم إياه – كانت شاعرة وفصيحة مفوَّهة!
أما افتتاني بالشعبي فيعود الفضل فيه لخالي (قذلان بن بخيت الحربي) أحد أبرز رواد فن الملعبة/ المبادعة، وأستاذ العشرات من الشعراء البارزين من مختلف القبائل والقرى، فقد شرفني القدر الكريم بالتتلمذ على يديه في آخر عامين من حياته، وفي مكتبته العامرة طالعتُ لأول مرة ديوان البحتري والشريف الرضي وراشد الخلاوي ومحمد الأحمد السديري، ودعاء الكروان لطه حسين، وطوق الحمامة لابن حزم... وغيرها كثير.. ولا يكفي كتاب واحد لإيفائه حقه، وأرجو أن يمن عليَّ الله بالكتابة عنه في أقرب فرصة.
جدتي حمدة
• ما آخر أخبار جدتك حمدة؟
•• هذا السؤال ما زال يواجهني كقهوة الصباح وصوت فيروز كل يوم، ما يدغدغ غروري وينعش إحساسي بأن وجع الكتابة لم يذهب سدى، وأنني قلتُ بِصَمْتِي ما لم أقله بصوتي.
وبالمناسبة هي ابنة عم خالي (قذلان) الواقف، ومن جهتها فـ(صياف بن عواد) خالي أيضاً، ولكن راشد (أخول) منه! والتمريرة إذا شُرحت فسدت، وطباخ السم لازم يذوقه يا (بو رامي)!
• بماذا تعلّق على عدم ظهور (القصبي) في رمضان؟
•• الذئب لا يهرول عبثاً.. تقول بعض المصادر: إنه سيظهر في العيد!
• ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور؟
•• لا يختلف برنامجي الرمضاني كثيراً عن بقية العام: الاستيقاظ باكراً قبل الفجر، رياضة الصباح (المشي واليوقا)، العمل، القيلولة، ثم قراءة وردي من القرآن الكريم، الإفطار ثم العشاء، فالنوم بعد صلاة العشاء مباشرة.. وكل عام وأنتم بخير وعافية وسلام.
صلاحيات المدام
• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرص على أن تكون على مائدتك الرمضانية ؟
•• أنا لا أشترط شيئاً محدداً في الطعام، احتراماً لصلاحيات المدام!
• من تدعو للإفطار معك؟
•• توحَّدْ فإن الله ربَّك واحدٌ... ولا تَرْغَبَنْ في عِشْرةِ الرؤساءِ! كما يقول أبو العلاء المعرّي.
• هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية وما هي؟
•• على مائدة الإفطار مع الشيخ علي الطنطاوي، خواطر الإمام محمد متولي الشعراوي على السحور، وبرنامج العلم والإيمان مع الدكتور مصطفى محمود بعد صلاة الفجر... وشكراً قناة (ذكريات)!
ذهب وفضة وألماس
• لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟
•• الناس معادن، لا يكمل ماراثون الأيام حتى النهاية إلا الذهب والفضة والألماس!
• ما حكمتك الأثيرة؟ وبيت الشعر، واللون الذي تعشق؟
•• حكمتي: مقولة (ونستون تشرشل): «النجاح هو أن تنتقل من فشل إلى فشل آخر دون أن تسقط بينهما»!
- بيت الشعر: للشاعر الساخر (فتحي قورة) بصوت الزميل الخالد (إسماعيل ياسين): «إيه حيهمَّك.. م اللي يذمَّك.. واللي يسمَّك.. واللي يبعْتَر فيك ويلمَّك ؟! خلِّيك راجل.. إوعى يهمّك»!
- اللون المفضل: حسب قميص الشريف (ياسين بونو) حارس الهلال.
• هل لك ميول رياضية، وما فريقك المفضل؟
•• للأسف كان عندي أكثر من ميول، عدلتها جميعاً في زعيم واحد هو الهلال.
• أي قصيدة تلك التي توزن بماء الذهب؟
•• قصيدة (حوار ثوري مع طه حسين) لسيدنا (نزار قباني).
• أي زمن أو عصر كنت تتمنى لو أنك عشت فيه؟
•• زمن (أحمد السباعي) رائد النهضة التنويرية الثقافية في المملكة العربية السعودية.
لجنة ثلاثية
• متى كانت ساعة القدوم للدنيا؟ وهل بكيت عند ولادتك؟
•• ضحى الأول من رجب 1388هـ/ مطلع أكتوبر 1967م. ولم أتوقف عن البكاء حتى اليوم!
• من كانت قابلتك؟ ومن الذي اختار لك اسمك؟
•• قابلتي كانت زوجة خالي (فاطمة)، واختار لي اسم (محمد) لجنة ثلاثية مكونة من: عبيدالله الردادي (مدير الأحوال المدنية بالمدينة المنورة) رئيساً، وابن عمي هديبان بن راشد (شيخ القبيلة) عضواً، وأخي الأكبر وأستاذي الأول عوض (بالنيابة عن الوالد) عضواً.
• هل احتفلت أسرتك بقدومك؟ وما نوع الاحتفال؟ وما سببه؟
•• قطعت خالتي (فاطمة) حبلي السُّري، وربطته في (قلم)، وظلت تراهن على أن (ولد عتقاء) سيصبح (كَيْتَبْ)! هل فهمت: لماذا لم أتوقف عن البكاء حتى اليوم؟!
• ما الذي تحتفظ به ذاكرتك من مدينة الطفولة وطفولة القرية؟
•• لا شيء غير الحب، فمدينة الطفولة (الصويدرة) من ديار بني (عذرة)، وقد قلت ذات جرح لم يلتئم: لا يعيشُ عُذْرِيٌّ - قضى الله - إلا عميداً.. لا يموت عذري - أبى الله - إلا شهيداً!
سن غزال وسن حمار
• ماذا يعني الانتماء لمجتمع تقليدي؟
•• أَمَرَّ عذاب.. وأحلى عذاب.. عذاب الحب للأحباب.. كما تقول الأغنية الكلثومية الوهابية الشِنَّاوية..
• هل نشأت في بيئة قروية؟ وعلى ماذا استيقظ وعيك المبكر من الأحداث والمواقف والناس؟
•• نشأت في البادية.. حيث يتناسل الخوف من كل شيء أكثر من تناسل الصراصير في شقة عزوبية: من الرياح العاتية تقتلع الخيام فجأة وتنبذنا في العراء.. من الليل الأحلك من قلب حقود.. من الأفاعي والعقارب والكوابيس والبوم الضابح بالشؤم.. من الذئاب والضباع والأشباح.. من المجهول الأعمى الأصم الأبكم.. من الشمس التي لا تقبل إلا سِنَّ غزال ولا تعطي إلا سِنَّ حمار! من الظمأ الذي لا يرويه سراب.. من السيل الهادر الغادر يجرف غنم الأسرة القليلة أمام أعين الرعاة.. من غروب الشمس الذي محا ملامح أم اليتيم من ذاكرته، التي أحرقها (الصرع) وأعاد (فرمتَتَها)، بعد رشفة من دم الذئب، فصار يواجه الخوف بدل أن يهرب منه، ويرد للدنيا الصاع صاعين، بالسخرية والتسامح والتفاؤل... ومن قتل الخوف فكأنما قتل الشر جميعاً!
• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك؟ وهل كان موسم صيف؟
•• كان يوماً قائظاً جداً من سنة 1397هـ/ 1977م، وقد أفطرت على الماء فقط مع أذان الظهر!
صومي المبكر
• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر؟ وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق؟
•• والدتي توفيت وأنا ابن ثلاث سنوات، وقد ماتت وهي توصي والدي وإخوتي بي، لأنني كنت ضعيف البنية، كثير العلل ولذلك أذن لي والدي بالإفطار، خوفاً عليَّ من الكَتْمَة (الربو) وعودة الصرع الذي شفيت منه عقب ثلاثة أيام ، بدواء من بوفيه مفتوح، طبقه الرئيس مفطَّح ذئب أمعط!
• على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت؟
•• على الرز والمرقوق والرغيدة واللبن وقرص المَلَّة..
• ما النشاط المنزلي الذي كنت تُكلّف به (زراعة، رعي)؟
•• ذات مرة أقنعت شقيقتي الكبرى - وكنت حلو اللسان - برعي (البهم) تحت إشراف شقيقي (عواض)، راعي الغنم القوي الأمين، الذي يكبرني بأربع سنوات، فوافقت بعد أن أقسمتُ لها (بالملازيم) أن أعود بعد العصر مباشرة، وفعلاً توجهت للعودة في الموعد، وسار معي شقيقي، حتى أصبحنا نرى بيوتنا (خيام الشعر)، فعاد إلى الغنم وترك معي كلبة أمي الوفية (نَزْهة) و.. و.. فاجأتني نوبة صرع، لم أفق منها إلا بعد أيام، في حضن جدتي (مستورة) الوحيدة التي كانت تفرح ببكائي المزعج، لأنه الدليل الوحيد على أنني حي!
لكنها كانت النوبة الأخيرة، إذ رضخ الوالد بعدها لضغوط العائلة بقيادة والدته المهيبة جدتي (دغيفلة)، فانتقلنا للحاضرة، وفي (جدة) التي كانت تعيش بداية الطفرة العقارية الهائلة، بعد أن كانت: شارع فلسطين، وأهلي، وبحر، و.. بس!
أفخر بقلم خالتي
• أي فرق أو ميزة كنت تشعر أنك تمايز بها أقرانك؟
•• قلم خالتي (فاطمة) لا غير!
• من تتذكر من زملاء وزميلات الطفولة؟
•• شقيق اليُتم والطفولة رجل المستحيلات: صالح، أبو هشام.
أما الزميلات الجميلات، فأفضل عدم ذكرهن خوفاً من (أحفادهن)، أبناء السوشال ميديا، إذ يعتبروننا مارقين على الدين والأخلاق والعادات والتقاليد!
• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة؟
•• أجابت عن هذا (فيروز) - لا عدمناها - في التحفة الرحبانية (أنا عندي حنين)، وفي التحفة الزكية الناصيفية: (ع بالي لاقيك يا قمر) و.. «يا ريتو ما كان فيه مراكب.. يا ريتو ما كان فيه سفر».
• أين شعرت بحالة الانفصال عن القرية وتغير عليك النمط المعيشي؟
•• في (جدة).. بنت الجيران الأولى: كلنا أحببناها، ولكن لم يتزوجها أحد، بعد أن شوَّه الفساد سمعتها!
• كيف تقضي يومك الرمضاني؟
•• في القراءة قائماً وقاعداً وعلى جنبي وعلى ظهري وعلى بطني.
• هل تصوم عن الكتابة الساخرة أم تصوم هي عنك؟
•• هل صام (الهلال) عن بطولة؟! أم هل صامت بطولة عن الهلال؟!
• متى بدأت علاقتك بالشعر العربي، ولماذا يظهر افتتانك بالشعبي؟
•• نشأت في قبيلة معروفة بالشعر بكل فنونه، و(الصويدرة) هي البوابة الشرقية للمدينة المنورة، وملتقى قبائل عدة، ومحطة مهمة للقوافل التجارية (العقيلات)، وككل القبائل: كانت المجالس تقام في مكان بارز للضيف وعابر السبيل، وكان والدي يصطحبني للمجالس – والمجالس مدارس كما يقولون – وقبل ذلك، فإن خالتي فاطمة – صاحبة القلم إياه – كانت شاعرة وفصيحة مفوَّهة!
أما افتتاني بالشعبي فيعود الفضل فيه لخالي (قذلان بن بخيت الحربي) أحد أبرز رواد فن الملعبة/ المبادعة، وأستاذ العشرات من الشعراء البارزين من مختلف القبائل والقرى، فقد شرفني القدر الكريم بالتتلمذ على يديه في آخر عامين من حياته، وفي مكتبته العامرة طالعتُ لأول مرة ديوان البحتري والشريف الرضي وراشد الخلاوي ومحمد الأحمد السديري، ودعاء الكروان لطه حسين، وطوق الحمامة لابن حزم... وغيرها كثير.. ولا يكفي كتاب واحد لإيفائه حقه، وأرجو أن يمن عليَّ الله بالكتابة عنه في أقرب فرصة.
جدتي حمدة
• ما آخر أخبار جدتك حمدة؟
•• هذا السؤال ما زال يواجهني كقهوة الصباح وصوت فيروز كل يوم، ما يدغدغ غروري وينعش إحساسي بأن وجع الكتابة لم يذهب سدى، وأنني قلتُ بِصَمْتِي ما لم أقله بصوتي.
وبالمناسبة هي ابنة عم خالي (قذلان) الواقف، ومن جهتها فـ(صياف بن عواد) خالي أيضاً، ولكن راشد (أخول) منه! والتمريرة إذا شُرحت فسدت، وطباخ السم لازم يذوقه يا (بو رامي)!
• بماذا تعلّق على عدم ظهور (القصبي) في رمضان؟
•• الذئب لا يهرول عبثاً.. تقول بعض المصادر: إنه سيظهر في العيد!
• ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور؟
•• لا يختلف برنامجي الرمضاني كثيراً عن بقية العام: الاستيقاظ باكراً قبل الفجر، رياضة الصباح (المشي واليوقا)، العمل، القيلولة، ثم قراءة وردي من القرآن الكريم، الإفطار ثم العشاء، فالنوم بعد صلاة العشاء مباشرة.. وكل عام وأنتم بخير وعافية وسلام.
صلاحيات المدام
• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرص على أن تكون على مائدتك الرمضانية ؟
•• أنا لا أشترط شيئاً محدداً في الطعام، احتراماً لصلاحيات المدام!
• من تدعو للإفطار معك؟
•• توحَّدْ فإن الله ربَّك واحدٌ... ولا تَرْغَبَنْ في عِشْرةِ الرؤساءِ! كما يقول أبو العلاء المعرّي.
• هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية وما هي؟
•• على مائدة الإفطار مع الشيخ علي الطنطاوي، خواطر الإمام محمد متولي الشعراوي على السحور، وبرنامج العلم والإيمان مع الدكتور مصطفى محمود بعد صلاة الفجر... وشكراً قناة (ذكريات)!
ذهب وفضة وألماس
• لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟
•• الناس معادن، لا يكمل ماراثون الأيام حتى النهاية إلا الذهب والفضة والألماس!
• ما حكمتك الأثيرة؟ وبيت الشعر، واللون الذي تعشق؟
•• حكمتي: مقولة (ونستون تشرشل): «النجاح هو أن تنتقل من فشل إلى فشل آخر دون أن تسقط بينهما»!
- بيت الشعر: للشاعر الساخر (فتحي قورة) بصوت الزميل الخالد (إسماعيل ياسين): «إيه حيهمَّك.. م اللي يذمَّك.. واللي يسمَّك.. واللي يبعْتَر فيك ويلمَّك ؟! خلِّيك راجل.. إوعى يهمّك»!
- اللون المفضل: حسب قميص الشريف (ياسين بونو) حارس الهلال.
• هل لك ميول رياضية، وما فريقك المفضل؟
•• للأسف كان عندي أكثر من ميول، عدلتها جميعاً في زعيم واحد هو الهلال.
• أي قصيدة تلك التي توزن بماء الذهب؟
•• قصيدة (حوار ثوري مع طه حسين) لسيدنا (نزار قباني).
• أي زمن أو عصر كنت تتمنى لو أنك عشت فيه؟
•• زمن (أحمد السباعي) رائد النهضة التنويرية الثقافية في المملكة العربية السعودية.