بحكم أن النقد، يُظهر سوءة الكتابة ومعايبها؛ فقلما نجد ناقداً مرضياً عنه تماماً، إما لصرامته وحدّيته، أو لنرجسيته وتمحوره حول ذاته، أو لغلاسته وفظاظته؛ لتظل الأخلاق معياراً أسمى بالمُطلق، والمواهب النقدية نسبية، كما أن البعض من نُقّاد يظلون حبيسي تقليديتهم؛ وأيديولوجيتهم الأولى، والبعض يُطلق العنان لحداثته متنكراً لكل القيم والمبادئ.
إلا أنّ كل من عرف الناقد الراحل الأستاذ الدكتور عالي بن سرحان القرشي (عليه رحمة الله) يتملكه العجب، مما وهب الله (أبو إبراهيم) من أحسن الأخلاق، وما منحته الثقافة من سعة أفق؛ تتيح له التمرد بفنّ على الأصالة دون تجريح ولا تنكّر، ولجم عنان الحداثة إن تطاولت على الثوابت دون كتم أنفاسها، فهو حداثي مؤصّل (بالفتح والكسر) وهو أصيل مُحدّث، وكما أنه الناقد الصارم في منهجيته، واشتغالاته، إلا أنه اللطيف العفيف في علاقاته، بما فيهم من ينقدهم، ولذا طوّقته في حضوره وغيابه قلوب المبدعين بالمحبة.
ويعد طلابه وعارفوه (أستاذهم) عالياً، أباً روحياً وإنسانياً لكل واحد منهم، يسأل ويساهم، ويستضيف، ويكرّم؛ ويوجه ويرشّح؛ ولذا نجح في درسه أستاذاً للأدب والنقد في جامعة الطائف، ونشاطه في نادي الطائف الأدبي من خلال تأسيس جماعة إبداع، وجمعية الثقافة والفنون من خلال تبني ملتقى عكاظ الثقافي، ومشاركاً في تأسيس سوق عكاظ، وأميناً لجائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع بالنادي في دورتها الأولى، ومنتظماً في الكتابة الإعلامية في الصحافة، وحاضراً في المؤتمرات والملتقيات داخل المملكة وخارجها، كما نجح بشخصه في تمتين عرى الصداقة مع الجميع، وبناء جسور مودة وتواصل وسلام.
وعلى مستوى الإنتاج المعرفي والثقافي؛ أصدر الراحل؛ ما يفوق 12 مؤلفاً؛ ومن أبرز إصداراته: «المبالغة في البلاغة العربية» و«أنت واللغة» و«طاقات الإبداع» و«الرؤية الإنسانية في حركة اللغة» و«شخصية الطائف الشعرية» و«رحلة الذات في فضاء النص الشعري القديم» و«نص المرأة» و«حكي اللغة ونص الكتابة» و«أسئلة القصيدة الجديدة» و«عكاظ وحي الإبداع وتجليات الوعي» و«تحولات النقد وحركية النص» و«تحولات الرواية في المملكة العربية السعودية»، وحاز الكتاب الأخير، على جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب لعام 1434هـ (2014).
وفي عام 2021، صدرت الأعمال الكاملة للناقد الدكتور عالي بن سرحان القرشي في ستة أجزاء عن النادي الأدبي الثقافي في الطائف، ودار الانتشار العربي في بيروت، كما صدر له كتاب «المنتديات الثقافية في منطقة مكة المكرمة».
ورحل أيقونة ثقافة الطائف المأنوس في القاهرة؛ مساء الثلاثاء 14 نوفمبر 2023، إثر معاناة مع المرض، عن عمر ناهز (71 عاماً) ليسكن ذاكرة أحبابه ومريديه.
إلا أنّ كل من عرف الناقد الراحل الأستاذ الدكتور عالي بن سرحان القرشي (عليه رحمة الله) يتملكه العجب، مما وهب الله (أبو إبراهيم) من أحسن الأخلاق، وما منحته الثقافة من سعة أفق؛ تتيح له التمرد بفنّ على الأصالة دون تجريح ولا تنكّر، ولجم عنان الحداثة إن تطاولت على الثوابت دون كتم أنفاسها، فهو حداثي مؤصّل (بالفتح والكسر) وهو أصيل مُحدّث، وكما أنه الناقد الصارم في منهجيته، واشتغالاته، إلا أنه اللطيف العفيف في علاقاته، بما فيهم من ينقدهم، ولذا طوّقته في حضوره وغيابه قلوب المبدعين بالمحبة.
ويعد طلابه وعارفوه (أستاذهم) عالياً، أباً روحياً وإنسانياً لكل واحد منهم، يسأل ويساهم، ويستضيف، ويكرّم؛ ويوجه ويرشّح؛ ولذا نجح في درسه أستاذاً للأدب والنقد في جامعة الطائف، ونشاطه في نادي الطائف الأدبي من خلال تأسيس جماعة إبداع، وجمعية الثقافة والفنون من خلال تبني ملتقى عكاظ الثقافي، ومشاركاً في تأسيس سوق عكاظ، وأميناً لجائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع بالنادي في دورتها الأولى، ومنتظماً في الكتابة الإعلامية في الصحافة، وحاضراً في المؤتمرات والملتقيات داخل المملكة وخارجها، كما نجح بشخصه في تمتين عرى الصداقة مع الجميع، وبناء جسور مودة وتواصل وسلام.
وعلى مستوى الإنتاج المعرفي والثقافي؛ أصدر الراحل؛ ما يفوق 12 مؤلفاً؛ ومن أبرز إصداراته: «المبالغة في البلاغة العربية» و«أنت واللغة» و«طاقات الإبداع» و«الرؤية الإنسانية في حركة اللغة» و«شخصية الطائف الشعرية» و«رحلة الذات في فضاء النص الشعري القديم» و«نص المرأة» و«حكي اللغة ونص الكتابة» و«أسئلة القصيدة الجديدة» و«عكاظ وحي الإبداع وتجليات الوعي» و«تحولات النقد وحركية النص» و«تحولات الرواية في المملكة العربية السعودية»، وحاز الكتاب الأخير، على جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب لعام 1434هـ (2014).
وفي عام 2021، صدرت الأعمال الكاملة للناقد الدكتور عالي بن سرحان القرشي في ستة أجزاء عن النادي الأدبي الثقافي في الطائف، ودار الانتشار العربي في بيروت، كما صدر له كتاب «المنتديات الثقافية في منطقة مكة المكرمة».
ورحل أيقونة ثقافة الطائف المأنوس في القاهرة؛ مساء الثلاثاء 14 نوفمبر 2023، إثر معاناة مع المرض، عن عمر ناهز (71 عاماً) ليسكن ذاكرة أحبابه ومريديه.