محمد عبدالله آل زلفة، أكاديمي وباحث ومؤرخ وعضو مجلس الشورى سابقاً، من مواليد قرية المراغة في محافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير، «عكاظ» فتحت معه نافذة رمضانية، وكشف عن عدة أمور في الحوار التالي:
• متى كانت ساعة القدوم للدنيا، ليلاً أم نهاراً، وهل بكيت عند ولادتك ؟
•• كانت ساعة قدومي لهذه الدنيا بعد ظهر يوم جمعة، ويقولون لقد صرخت حينها ولا أدري فرحاً أم احتجاجاً.
• من كانت قابلتك، ومن الذي اختار لك اسمك ؟
•• كانت قابلتي إحدى عماتي، وكان والدي يريد أن يسميني «حسين» باسم خالي، ولكن خالي رفض وقال أسْمه «محمد» على اسم جدي لأمي لعلني أشبهه، فقد كان رجلاً مميزاً وله تاريخ مشرف، رحمه الله.
• كم ترتيبك بين إخوتك ؟
•• الثالث
حفلة فارهة
• ماذا في ذهنك من شقاوة الطفولة ؟
•• كثيرة وأهمها كدت أن أحرق مطبخ منزلنا.
• هل احتفلت أسرتك بقدومك، وما نوع الاحتفال ؟
•• نعم احتفلت أسرتي بقدومي احتفالاً رائعاً، فجدتي لأبي كانت فخورة جداً بقدومي مع أنها لا تحب أمي، فصعدت فوق السطح الأعلى لمنزلنا المكون من أربعة طوابق لتعلن بأعلى صوتها لكل المحيط بلحظة ولادتي، ودعت الجميع لحضور وجبة وصل فاخرة عدا ما أعدت لحفلة عشاء فارهة، وكانت جدتي امرأة قوية، وأبي ابنها الوحيد وربته تربية عظيمة، وزوّجته بزوجات من أكبر الأسر وكانت أمي آخرهن، ولم تنجب إلا أنا وأخي حسين، بعدها مات والدي وهو في عز شبابه.
• ما الذي تحتفظ به ذاكرتك من القرية، المدينة، الحي ؟
•• تحتفظ ذاكرتي بالشيء الكثير عن قريتي، ولذلك خصيتها بكتابين أودعتهما أهم ليس ذكرياتي فحسب، وإنما اعتزازي وافتخاري.
رائحة الخبز
• ماذا يعني الانتماء للمهنة أو الحرفة التي تعمل بها ؟
•• الانتماء للمهنة أو الحرفة عز، ومن لا مهنة له أو حرفة لا قيمة له.
• على ماذا استيقظ وعيك المبكر من الأحداث والمواقف والناس ؟
•• استيقظ وعيي المبكر على أهم حدث وهو حرب القهر، وكيف كان الحشد واجتماعات القوم والمناقشات حول تجهيز المحاربين، ورؤية خالي وابنه الأكبر يقودان هذه الحشود المقررة على قبيلته، وكنت طفلاً أراقب هذا الحدث.
• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك، وهل كان موسم صيف ؟
•• لا أتذكر الموسم، ولكن أتذكر معلمنا في المدرسة محمد السناري، وهو يجبرنا على شرب الماء لمن يدعي الصيام، وحينما بلغت السن الذي يجب علي فيه الصيام، كنت أفرح إذا شميت رائحة الخبز الذي تخبزه أمي من بعد صلاة العصر.
قمع العناد
• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر، وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق ؟
•• كانت أجمل أيامي وليالي رمضان في القرية، لما فيها من طقوس تتوج في النهاية بالاستعداد لعيد رمضان وأفراحه، وفقدت كل ذلك بعد أن غادرتها في وقت مبكر، ولم تفعل والدتي لتفطيري.
• على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت ؟
•• السحور على خبز البر وعصيد الذرة واللبن، وأحياناً على العريكة والسمن وكلها من منتج مزرعتنا ولا نستورد شيئاً إلا التمر من بيشة أو ما يأتي إلى الأسواق من الأحساء، ولهذا رسخت اسم هاتين المنطقتين في ذاكرتي الطفولية، والتمر في منطقة عسير هو ما يحلى به.
• ما هو النشاط المنزلي الذي كنت تُكلّف به ؟
•• كل طفل بلغ الثالثة من عمره في قريتنا يكلف بمهمة ،مثل رعي الغنم أو جمع القصام وغالباً ما قمت بهاتين المهمتين.
• أي فرق أو ميزة كنت تشعر أنك تمايز بها أقرانك ؟
•• كنت عنيداً ولا أريد الشيء إلا على ما أريده، في ظل ما كنت أعانيه أحياناً من قسوة لقمع هذا العناد، حتى وصلوا إلى قناعة بأن هذه هي شخصيتي.
أصدقاء الطفولة
• من تتذكر من زملاء الطفولة ؟
•• أتذكرهم جميعاً الأحياء منهم والأموات، إلا أن من الأحياء من توطدت بيني وبينهم صداقات بلغت درجة الأخوة وإلى اليوم أمد الله في أعمارهم.
• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة ؟
•• لأنها الأيام الفطرية الجميلة الخالية من كل تعقيدات الحياة.
• كيف تقضي يومك الرمضاني ؟
•• منذ سنوات بعيدة وبرنامجي لا يختلف كثيراً في رمضان عن غيره من الشهور عدا فارق الصيام، ورمضان الذي كان يفرق هو رمضان القرية ورمضان الغربة، حيث أرى رمضان في الغربة غريباً كغربتي، واستمتعت برمضان أو رمضانين وأنا في إسطنبول.
• ما هي المواقف العالقة بالذهن وعصيّة على النسيان ؟
•• المواقف العالقة بالذهن، وأتذكرها مع قدوم كل رمضان منها وأصعبها صوم أول رمضان بعيداً عن القرية ورائحة خبز أمي.
عشائي وسحوري
• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرص على أن تكون على مائدتك الرمضانية ؟
•• أنا لست من المبالغين في أن تكون السفرة عامرة بتعدد الأطباق، فأكتفي بخبز زوجتي أم خالد الذي تخبزه في المنزل على طريقة خبز أمي في القرية مع رضيفة، وهو عشائي وشيء من نوع الخبز مع لبن وهو سحوري، وبعد الظرف الصحي الذي تعرضت له منذ سنتين اختلف برنامجي الغذائي كلياً بما في ذلك برنامج الصيام.
• هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية، وما هي ؟
•• كانت الإذاعة رفيقتي المحببة في كل رمضان قبل التلفزيون، ولا زلت أشاهد بعض البرامج التلفزيونية الحوارية، وكذلك مسلسل طاش ما طاش الرائع في زمنه، وبعض المسلسلات وخاصة التاريخية منها.
• لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر ؟
•• سنة الحياة هي أنه لا يبقى شيء على حاله، والأعزاء من الأصدقاء ذهبوا أو تفرقت بهم السبل، والقلة المتميزة من بقي التواصل معهم، ولكن صديقي الوفي الذي لا يفارقني ولا يمل مني ولا أمل منه هو الكتاب.
• ما هي حكمتك الأثيرة، وبيت الشعر الذي تترنم به، واللون الذي تعشق ؟
•• حكمتي هي: الصبر مفتاح الفرج.
وبيت الشعر هو: لكل شيء إذا ما تم نقصان.. فلا يغر بطيب العيش إنسان.
واللون هو الذي يشبه لون الأرض المعشبة.
• هل لك ميول رياضية، وما فريقك المفضل ؟
•• ميولي الرياضية ليست إلى درجة كبيرة، وفريقي المفضل هو المنتخب.
• أي زمن أو عصر كنت تتمنى لو أنك عشت فيه ؟
•• حينما كنت طفلاً في القرية، مع أنني مررت بمراحل وفترات جميلة في حياتي.
• متى كانت ساعة القدوم للدنيا، ليلاً أم نهاراً، وهل بكيت عند ولادتك ؟
•• كانت ساعة قدومي لهذه الدنيا بعد ظهر يوم جمعة، ويقولون لقد صرخت حينها ولا أدري فرحاً أم احتجاجاً.
• من كانت قابلتك، ومن الذي اختار لك اسمك ؟
•• كانت قابلتي إحدى عماتي، وكان والدي يريد أن يسميني «حسين» باسم خالي، ولكن خالي رفض وقال أسْمه «محمد» على اسم جدي لأمي لعلني أشبهه، فقد كان رجلاً مميزاً وله تاريخ مشرف، رحمه الله.
• كم ترتيبك بين إخوتك ؟
•• الثالث
حفلة فارهة
• ماذا في ذهنك من شقاوة الطفولة ؟
•• كثيرة وأهمها كدت أن أحرق مطبخ منزلنا.
• هل احتفلت أسرتك بقدومك، وما نوع الاحتفال ؟
•• نعم احتفلت أسرتي بقدومي احتفالاً رائعاً، فجدتي لأبي كانت فخورة جداً بقدومي مع أنها لا تحب أمي، فصعدت فوق السطح الأعلى لمنزلنا المكون من أربعة طوابق لتعلن بأعلى صوتها لكل المحيط بلحظة ولادتي، ودعت الجميع لحضور وجبة وصل فاخرة عدا ما أعدت لحفلة عشاء فارهة، وكانت جدتي امرأة قوية، وأبي ابنها الوحيد وربته تربية عظيمة، وزوّجته بزوجات من أكبر الأسر وكانت أمي آخرهن، ولم تنجب إلا أنا وأخي حسين، بعدها مات والدي وهو في عز شبابه.
• ما الذي تحتفظ به ذاكرتك من القرية، المدينة، الحي ؟
•• تحتفظ ذاكرتي بالشيء الكثير عن قريتي، ولذلك خصيتها بكتابين أودعتهما أهم ليس ذكرياتي فحسب، وإنما اعتزازي وافتخاري.
رائحة الخبز
• ماذا يعني الانتماء للمهنة أو الحرفة التي تعمل بها ؟
•• الانتماء للمهنة أو الحرفة عز، ومن لا مهنة له أو حرفة لا قيمة له.
• على ماذا استيقظ وعيك المبكر من الأحداث والمواقف والناس ؟
•• استيقظ وعيي المبكر على أهم حدث وهو حرب القهر، وكيف كان الحشد واجتماعات القوم والمناقشات حول تجهيز المحاربين، ورؤية خالي وابنه الأكبر يقودان هذه الحشود المقررة على قبيلته، وكنت طفلاً أراقب هذا الحدث.
• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك، وهل كان موسم صيف ؟
•• لا أتذكر الموسم، ولكن أتذكر معلمنا في المدرسة محمد السناري، وهو يجبرنا على شرب الماء لمن يدعي الصيام، وحينما بلغت السن الذي يجب علي فيه الصيام، كنت أفرح إذا شميت رائحة الخبز الذي تخبزه أمي من بعد صلاة العصر.
قمع العناد
• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر، وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق ؟
•• كانت أجمل أيامي وليالي رمضان في القرية، لما فيها من طقوس تتوج في النهاية بالاستعداد لعيد رمضان وأفراحه، وفقدت كل ذلك بعد أن غادرتها في وقت مبكر، ولم تفعل والدتي لتفطيري.
• على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت ؟
•• السحور على خبز البر وعصيد الذرة واللبن، وأحياناً على العريكة والسمن وكلها من منتج مزرعتنا ولا نستورد شيئاً إلا التمر من بيشة أو ما يأتي إلى الأسواق من الأحساء، ولهذا رسخت اسم هاتين المنطقتين في ذاكرتي الطفولية، والتمر في منطقة عسير هو ما يحلى به.
• ما هو النشاط المنزلي الذي كنت تُكلّف به ؟
•• كل طفل بلغ الثالثة من عمره في قريتنا يكلف بمهمة ،مثل رعي الغنم أو جمع القصام وغالباً ما قمت بهاتين المهمتين.
• أي فرق أو ميزة كنت تشعر أنك تمايز بها أقرانك ؟
•• كنت عنيداً ولا أريد الشيء إلا على ما أريده، في ظل ما كنت أعانيه أحياناً من قسوة لقمع هذا العناد، حتى وصلوا إلى قناعة بأن هذه هي شخصيتي.
أصدقاء الطفولة
• من تتذكر من زملاء الطفولة ؟
•• أتذكرهم جميعاً الأحياء منهم والأموات، إلا أن من الأحياء من توطدت بيني وبينهم صداقات بلغت درجة الأخوة وإلى اليوم أمد الله في أعمارهم.
• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة ؟
•• لأنها الأيام الفطرية الجميلة الخالية من كل تعقيدات الحياة.
• كيف تقضي يومك الرمضاني ؟
•• منذ سنوات بعيدة وبرنامجي لا يختلف كثيراً في رمضان عن غيره من الشهور عدا فارق الصيام، ورمضان الذي كان يفرق هو رمضان القرية ورمضان الغربة، حيث أرى رمضان في الغربة غريباً كغربتي، واستمتعت برمضان أو رمضانين وأنا في إسطنبول.
• ما هي المواقف العالقة بالذهن وعصيّة على النسيان ؟
•• المواقف العالقة بالذهن، وأتذكرها مع قدوم كل رمضان منها وأصعبها صوم أول رمضان بعيداً عن القرية ورائحة خبز أمي.
عشائي وسحوري
• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرص على أن تكون على مائدتك الرمضانية ؟
•• أنا لست من المبالغين في أن تكون السفرة عامرة بتعدد الأطباق، فأكتفي بخبز زوجتي أم خالد الذي تخبزه في المنزل على طريقة خبز أمي في القرية مع رضيفة، وهو عشائي وشيء من نوع الخبز مع لبن وهو سحوري، وبعد الظرف الصحي الذي تعرضت له منذ سنتين اختلف برنامجي الغذائي كلياً بما في ذلك برنامج الصيام.
• هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية، وما هي ؟
•• كانت الإذاعة رفيقتي المحببة في كل رمضان قبل التلفزيون، ولا زلت أشاهد بعض البرامج التلفزيونية الحوارية، وكذلك مسلسل طاش ما طاش الرائع في زمنه، وبعض المسلسلات وخاصة التاريخية منها.
• لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر ؟
•• سنة الحياة هي أنه لا يبقى شيء على حاله، والأعزاء من الأصدقاء ذهبوا أو تفرقت بهم السبل، والقلة المتميزة من بقي التواصل معهم، ولكن صديقي الوفي الذي لا يفارقني ولا يمل مني ولا أمل منه هو الكتاب.
• ما هي حكمتك الأثيرة، وبيت الشعر الذي تترنم به، واللون الذي تعشق ؟
•• حكمتي هي: الصبر مفتاح الفرج.
وبيت الشعر هو: لكل شيء إذا ما تم نقصان.. فلا يغر بطيب العيش إنسان.
واللون هو الذي يشبه لون الأرض المعشبة.
• هل لك ميول رياضية، وما فريقك المفضل ؟
•• ميولي الرياضية ليست إلى درجة كبيرة، وفريقي المفضل هو المنتخب.
• أي زمن أو عصر كنت تتمنى لو أنك عشت فيه ؟
•• حينما كنت طفلاً في القرية، مع أنني مررت بمراحل وفترات جميلة في حياتي.