من رحاب مكة المكرمة، أطهر البقاع، أجمع علماء وفقهاء الأمة على التوافق في ميثاق لبناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، سداً لأبواب الفرقة والشتات، وإغلاقاً لكل منفذ يدخل منه الأعداء. ولقد أحسنت رابطة العالم الإسلامي حين نظمت المؤتمر الدولي الجامع، الذي أكد على القواعد والمقاصد الإسلامية، وتقويم الرؤى وبناء الجسور، لتصبح مخرجات الملتقى خارطة الطريق للأمة الإسلامية جمعاء لتعزيز التفاهم بين المذاهب، وإنهاء الغلو والتعصب المذهبي، وإعادة الاختلافات الفقهية إلى جذورها الإسلامية؛ وتهيئة أرضية صلبة؛ للتبادل الديني المعرفي الوسطي، وتبنى الملتقى الدولي قيم الاعتدال والتسامح، ونبذ الكراهية والإقصاء وصولاً إلى التأصيل الفقهي؛ الذي يفضي إلى بناء الجسو وترسيخ لغة الحوار والتواصل وإقامة مجتمع إنساني يعيش في تفاهم ووئام وسلام.
إن وثيقة مكة لبناء الجسور بين المذاهب، تأكيد جديد على ما ظلت تنتهجه السعودية من مبادئ التسامح والتعايس والاعتدال وإرساء مبادئ الحوار والتقارب، وتأتي استضافتها للملتقى الدولي الجامع استمراراً لنهجها الثابت وحرصها على وحدة الصف الإسلامي.