أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، أنه ثبت في السنة الصحيحة الواردة عن رسول الله صلى عليه وسلم، أن عمرة في شهر رمضان تعدل حجة.
وقال في خطبة الجمعة اليوم: أخرج الشيخان في صحيحيهما، وأبو داود وابن ماجه في سننهما، وأحمد في مسنده، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لامرأة من الأنصار: ما منعك أن تحجي معنا؟ قالت: كان لنا ناضح -أي البعير أو الدابة التي يستقى عليها-، فركبه أبو فلان وابنه، لزوجها وابنها، وترك ناضحا ننضح عليه، قال: فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرة في رمضان حجة أو نحوا مما قال»، وفي لفظ لمسلم -رحمه الله-: «فإن عمرة فيه تعدل حجة».
وتابع الشيخ الخياط: إنه لفضل قد بلغ الغاية وحاصله أنه صلى الله عليه وسلم أعلمها أن العمرة في رمضان تعدل الحجة في الثواب، لكنها لا تقوم مقامها ولا تسد مسدها في إسقاط الفريضة عمن لم يحج حجة الإسلام، لأن الإجماع قائم على أن الاعتمار لا يجزئ عن حجة الفريضة، وفيه كما قال أهل العلم بالحديث: أن ثواب العمل يزيد بازدياد شرف الزمان، كما يزيد بحضور القلب وإخلاص القصد.
وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعتمر عمرة واحدة في رمضان من عمره الأربع، ويحتمل أن يكون سبب ذلك كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: «أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يشتغل في رمضان من العبادة بما هو أهم من العمرة، وخشي من المشقة على أمته، إذ لو اعتمر لبادروا إلى ذلك مع ما هم عليه من المشقة بالجمع بين العمرة والصوم، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يترك العمل وهو يحب أن يعمله، خشية أن يفرض على أمته، وخوفا من المشقة عليهم».
وأكد أن هذا الأجر والجزاء الكريم، يحصل إن شاء الله، لمن اعتمر عمرة واحدة في رمضان، ويخطئ كثير من الناس، بتعمدهم تكرار هذه العمرة مرات ومرات خلال هذا الشهر، فيعتمر مرة كل 10 أيام، أو مرة كل أسبوع، أو مرة كل ثلاثة أيام، فيشق على نفسه مشقة بالغة، ويدخل عليها الحرج، ويزداد الأمر حين يترتب على ذلك: تضييق على إخوانه، أو إيذاء لهم، لاسيما عند شدة الزحام وكثرة المعتمرين.