لا يمكن اعتبار ذكرى البيعة مجرد استدراك للحظة الراهنة، لكنها عملياً وفي التحليل الأعمق، تأتي لتعميق الولاء والانتماء المستند للإنجازات الداخلية والمواقف تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، إضافة لما تشكله من انعكاس واضح لجميع مواقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
ولا يمكن أيضاً اختصار إنجازات المملكة منذ البيعة حتى الآن بيوم واحد، لأن هذه الإنجازات متواصلة ومستمرة وتنعكس إيجابياً على المستويات كافة.
شخصيات عربية بارزة ومؤثرة ترى أن مواقف المملكة وتحرُّك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يأتيان انطلاقاً من مواقف السعودية، وهو الدور الذي لم تتوقف الرياض عن ممارسته عند أخطر المنعطفات التي تقف عندها الدول العربية والإسلامية.
ولفتوا إلى الإنجازات تلو الإنجازات التي تشهدها المملكة محلياً، وبموازاة ذلك تبذل القيادة السعودية جهودها من أجل حلحلة العديد من القضايا الإقليمية والدولية؛ وفي مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط، وأهمية قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، والجهود المبذولة على صعيد إنهاء الحروب والتوترات، وتقليل انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة، وتعزيز العلاقات في شتى المجالات بين هذه الدول.
في ذكرى البيعة، هناك قضايا أساسية لا يمكن إغفالها من الحساب السياسي عندما يتعلق الأمر بأي محاولة لقراءة إنجازات ولي العهد؛ فالمسألة الأولى إجهاض المؤامرات التي يحاول أصحابها تقويض العلاقة بين المملكة وأيٍّ من شقيقاتها، أما الثانية فهي مواصلة تجديد الموقف السعودي بالتأكيد على أنه لم يتخل عن دوره السياسي والاقتصادي في دعم الأشقاء العرب والمسلمين، وأما المسألة الثالثة فهي مزدوجة تتعلق بالخطر الذي تعبِّر عنه القوى الإرهابية المتطرفة والخطر الرافض لإتمام عملية السلام.
يمكن ببساطة التقاط ما هو جوهري في مدلولات المواقف السعودية؛ وأبرزها الجهود التي تمارسها الرياض لإنجاز مشروع السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإظهار مصدر قلق قادة المنطقة تجاه بقاء القضية الفلسطينية من دون حل طوال هذه المدة.
وتسجِّل المحافل العربية والإسلامية والدولية اعتماد المملكة قاعدتها الذهبية في التعامل مع قوى الإرهاب وأعوانه، وإصرار الرياض على أن لا مكان ولا حوار مع أي جهة تتستر بالإسلام لتنفيذ أجندتها الطائفية، وتغيير الواقع الديمغرافي في المنطقة.
ويعرف الأمير محمد بن سلمان تماماً ما الذي يفعله، وهو يوجه رسائل سياسية حاسمة بكل الاتجاهات تستهدف عناصر ومصادر الفتنة في المنطقة؛ سواء تلك المتعلقة بجماعة «الإخوان» أو غيرها ممن تملك أجندات خاصة لخلق الفوضى وتوسيع رقعة الإرهاب.