خندق وسور يعود تاريخهما إلى قرون عدة في جدة التاريخية.
خندق وسور يعود تاريخهما إلى قرون عدة في جدة التاريخية.
-A +A
«عكاظ» (ٍالرياض، جده) OKAZ_ONLINE@
أعلنت هيئة التراث دلائل استيطان بشري بكهف أم جرسان (بحرة خيبر) بمنطقة المدينة المنورة، توصل إليها مجموعة من علماء الآثار بالهيئة، بالتعاون مع جامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وذلك ضمن أعمال (مشروع الجزيرة العربية الخضراء)، القائم على أبحاث ميدانية متعددة التخصصات.

وتُعد هذه الدراسة العلمية التي نشرت في مجلة (plos one) ضمن أعمال المشروع تحت مظلة هيئة التراث، الأولى في مجال البحث الأثري بالكهوف بالمملكة العربية السعودية، اشتملت على مسوحات أثرية وتنقيب في أجزاء متعددة من الكهف، بينت أن أقدم الدلالات الأثرية بالموقع تعود إلى العصر الحجري الحديث، إذ يراوح عمر أقدمها ما بين 7 إلى 10 آلاف سنة من الآن، وتستمر حتى فترة العصر النحاسي والعصر البرونزي، فيما أثبتت الدراسة الأثرية للكهف استخدامه من قبل الجماعات الرعوية، إذ تمثلت آثارهم في مجموعة من البقايا العظمية الحيوانية، التي تم تأريخها بواسطة الكربون المشع c14، إذ يعود أقدمها إلى 4100 سنه ق. م. وأيضاً الجماجم البشرية، التي يعود أقدمها إلى 6000 سنه ق. م.


كما أعلن برنامج جدة التاريخية نتائج التنقيبات الأثرية في جدة التاريخية، ضمن المرحلة الأولى من مشروع الآثار، إذ كشفت أحدث التنقيبات الأثرية بقايا خندق دفاعي وسور تحصين كان يطوق المدينة فيما مضى، إذ يقع في الجزء الشمالي من جدة التاريخية شرقي ميدان الكدوة وبالقرب من ميدان البيعة، ويعود تاريخهما إلى قرون عدة.

وكشفت المصادر التاريخية، أن جدة كانت مدينة محصنة في مطلع القرن الرابع إلى الخامس الهجري (أواخر القرن 10 - أوائل القرن 11 الميلادي) بحسب التقديرات الأولية، إلا أن التحاليل المخبرية تشير إلى أن الخندق والسور المكتشفين حديثاً يعودان إلى مرحلة لاحقة من نظام التحصين، إذ من المرجح أنهما شُيدا في القرن 12 و13 الهجري (القرن 18 و19 الميلادي).

وأوضحت التنقيبات الأثرية، أنه بحلول منتصف القرن 13 الهجري (منتصف القرن 19 الميلادي)، أصبح الخندق غير صالح للاستخدام، وسرعان ما امتلأ بالرمال، إلا أن سور التحصين بقي قائماً حتى عام 1947م، كما ظلت بعض أجزاء الجدار الساند للخندق سليمة حتى ارتفاع ثلاثة أمتار.

وعثر علماء الآثار على خزف أوروبي مستورد يعود تاريخه إلى القرن 13 الهجري (19 الميلادي)، الذي يدل على الروابط التجارية بعيدة المدى لجدة التاريخية، إضافة لقطعة فخارية من القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) اكتشفت في ميدان الكدوة.