آثار عاصفة شمسية. (متداولة)
آثار عاصفة شمسية. (متداولة)
-A +A
إبراهيم العلوي (جدة) i_waleeed22@
ضربت الأرض، مساء (الجمعة) الماضية، عاصفة شمسية «شديدة» هي الأولى من نوعها منذ 2003، وأنارت بأضوائها القطبية سماء العديد من دول العالم من تسمانيا وصولاً إلى فرنسا، وأثارت المخاوف من تأثيرها المحتمل على الشبكات الإلكترونية وأنظمة الاتصالات.

وأدى انفجار كبير في قرص الشمس إلى إطلاق عاصفة مغناطيسية أرضية في الغلاف الجوي للأرض الجمعة، إذ من الممكن أن تتداخل مع شبكات الكهرباء ونظم الاتصالات والملاحة، مع إمكانية استمرار تأثيرات العاصفة خلال نهاية الأسبوع وتأثيرها على المجال المغناطيسي لكوكب الأرض.


وأعلنت الوكالة الأمريكية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (نوا)، أن العاصفة الجيومغناطيسية، هي من المستوى الخامس على مقياس من 5 درجات، الذي يوصف بأنه «شديد». وقالت، إن «نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) وشبكات الطاقة والمركبات الفضائية والملاحة عبر الأقمار الصناعية وسواها من التقنيات قد تتأثر». وكانت آخر مرة وصلت فيها عاصفة شمسية بهذا الحجم إلى الأرض في أكتوبر 2003، وفقاً لمركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، و يعد النشاط الشمسي قوي للغاية لدرجة أن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التي تراقب الطقس الفضائي، أصدرت تحذيراً غير عادي للعاصفة يوم الخميس للمرة الأولى منذ 19 عاماً، ثم تم ترقيتها إلى تحذير أكبر يوم الجمعة.

ويؤدي النشاط الشمسي المتزايد إلى ظهور الشفق القطبي الذي يتراقص حول قطبي الأرض، والمعروف باسم الأضواء الشمالية أيضاً، وعندما تصل الجسيمات النشطة الناتجة عن المقذوفات الكتلية الإكليلية إلى المجال المغناطيسي للأرض، تتفاعل مع الغازات الموجودة في الغلاف الجوي لتكوين ضوء ملون مختلف في السماء.

وأكد عالم الفلك في مرصد لويل في أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية لجو لاما، أنه من المرجح أن تتأثر الاتصالات التي تعتمد على موجات الراديو عالية التردد. وهذا يعني أنه من غير المحتمل أن يتوقف عمل الهواتف المحمولة أو راديو السيارة، الذي يعتمد على موجات الراديو منخفضة التردد.

توهجات وعواصف

حدثت أبرز عاصفة شمسية مسجلة في التاريخ في 1859، والمعروفة باسم حدث كارينغتون، واستمرت أسبوعاً تقريباً؛ ما أدى إلى ظهور شفق امتد إلى هاواي وأمريكا الوسطى وأثر على مئات الآلاف من الأميال من خطوط التلغراف.

وتصنف الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي هذه العواصف على مقياس «G» من 1 إلى 5، إذ تكون G1 طفيفة وG5 شديدة. ويمكن أن تتسبب العواصف الأكثر تطرفاً في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وإلحاق أضرار بالبنية التحتية على الأرض.

وينحسر نشاط الشمس ويتدفق في دورة متجددة مدتها 11 عاماً، ويقترب حالياً هذا النشاط من الحد الأقصى للطاقة الشمسية، وقد لوحظت ثلاث عواصف مغناطيسية أرضية شديدة أخرى حتى الآن في دورة النشاط الحالية، التي بدأت في ديسمبر 2019، ولكن من غير المتوقع أن يتسبب أي منها في تأثيرات قوية بما يكفي على الأرض.

ومن المتوقع حدوث المزيد من التوهجات والعواصف الشمسية. وفي الأسابيع القادمة، قد تظهر البقع الشمسية مرة أخرى على الجانب الأيسر من الشمس، لكن يصعب على العلماء التنبؤ بما إذا كان ذلك سيسبب نوبة أخرى من النشاط الشمسي.