أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن أمن الحرمين وقاصديهما خط أحمر لا يمكن تجاوزه البتة في كل الشرائع ومهما كانت الذرائع.
وقال في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة، إن الحج عبادة من أعظم العبادات، فتحقيق التوحيد الخالص لله أهم ما يجب على قُصَّاد البلد الأمين تحقيقه وإقامته عند الكعبة المشرفة خصوصاً، وفي سائر الأوطان عموما.
وأضاف: الحج عبادة شرعية وأحكام وقيم حضارية، ليس مكاناً للمظاهرات أو المَسِيرَات والتجمعات، أو المناظرات والمساجلات، أو الجدال والملاسنات، لا مجال فيه للشعارات السياسية أو الدعايات الحزبية والمذهبية والطائفية، بل فيه سموٌّ عن كل مبدأ يخالف نهج الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة.
وشدد على أنه يجب التأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتوجيهات والتعليمات، ومنها القرار الصريح «لا حج إلا بتصريح»، وهو من لوازم شرط الاستطاعة، تحقيقاً للمقاصد الشرعية الكبرى، في جلب المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها، وسمعاً وطاعة لولاة الأمر بالمعروف، مشيراً إلى أن حكم الإمام في الرعية منوط بالمصلحة الشرعية، وتحقيقاً للبيئة التعبدية، وتيسيراً للرحلة الإيمانية، وإثراء لتجربة القاصدين والزائرين الدينية، والاطلاع على المعالم التاريخي المكية والمدنية.
وأكد خطيب المسجد الحرام أن من شكر الله المنعم المتفضل التحدث بما حبى الله بلاد الحرمين الشريفين، وهي في وجدان كل مسلم وقبلتهم الجامعة، من شرف خدمة الحجاج والمعتمرين، محتسبة الأجر والمثوبة من الله تعالى، ومضيها بحمد الله سبحانه في خدمة ضيوف الرحمن، مستمدة العون والتسديد والتوفيق من المولى تبارك وتعالى، فخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار والقاصدين ورعاية أمنهم وطمأنينتهم من أعظم مسؤولياتها وفي قمة اهتماماتها والتزاماتها الدينية وواجباتها التاريخية، وهنا لابد من إزجاء تحية اعتزاز وتقدير ودعاء وتوقير للعاملين في خدمة وفود الرحمن أن يجزيهم الله خير الجزاء وأوفاه.
وخلال خطبة الجمعة، قال الشيخ عبدالرحمن السديس إن مما يذكرنا هذا التجمع الإسلامي العظيم، مآسي إخواننا المستضعفين وأحبتنا المكلومين في فلسطين العزيزة، والمسجد الأقصى المبارك، حيث تقتضينا أخوتنا وعقيدتنا مؤازرتهم مع الاجتهاد في الدعاء لهم في هذه الأيام المباركة، أن يثبتهم الله وينصرهم على عدوه وعدوهم، وتابع: «وهنا يشاد بالمواقف الثابتة والمشرفة للسعودية تجاه القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، وإن رغمت أنوف المزايدين والمغرضين».
ودعا السديس الله أن يحفظ إمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بحفظه، ويكلأه بعنايته ورعايته، ويسبغ عليه لباس الصحة والعافية، وأن يجعل ما ألم به طهورا، وأن يشد أزره بولي العهد، وأن يجزيهما خير الجزاء وأوفاه وأعظمه كِفَاء الإنجازات العظيمة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وخدمة قضايا الإسلام والمسلمين.
كما دعا الله أن يحفظ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين ومن ظلم الصهاينة المحتلين، وأن يجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين، وأن يكون عوناً لإخواننا المستضعفين في فلسطين وفي كل مكان، وأن يحفظ مقدسات المسلمين من كيد الكائدين ومكر الماكرين وعدوان المعتدين.