لا تزال عُقَدُ بنيامين نتنياهو تدفعه للتشبثِّ بشروط مستحيلة التحقق، ليس لأنه يملك إمكان تحويل المستحيل إلى ممكن، بل لأنه لا يريد أن يغادر كرسي الحكم، فهو يعلم أنه لن يذهب ليرتاح في داره، بل سيواجه كثيراً من المساءلات القضائية، تتصدرها غفلة «الجيش الذي لا يُقهر» في 7 أكتوبر 2023، علاوةً على قضايا الفساد التي يمكن أن تفضي به إلى السجن. ولهذه الهموم سارع نتنياهو إلى تدمير أمل الرئيس جو بايدن في أن يُسفر مقترح حكومة نتنياهو الأخير عن سلامٍ دائمٍ في غزة يعيد الرهائن لذويهم، ويوقف مسلسل الإبادة والمذابح والقتل والتدمير الذي يقوم به الجيش بتعليمات من نتنياهو وحلفائه المتطرفين اليمينيين؛ الذين يريدون استمرار الحرب حتى يباد آخر فلسطيني في رفح، ومن نجا من الذبح سيقوم المتطرفون بتهجيره إلى سيناء والأردن. وتأتي هذه الألاعيب من نتنياهو في وقت تقترب فيه انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي يحلم بايدن بأن تبقيه أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض. وفي ظل عجز البيت الأبيض عن إيقاف نتنياهو عند حده، واستمرار الدم والإبادة، ستزداد عُزلة إسرائيل في كل دول العالم، حتى الدول الأوروبية التي كانت حليفاً لإسرائيل منذ عقود. وسيزيد عدد الدول التي قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتلك التي بدأت تكتشف بشاعة إسرائيل، وفظائعها، وقتلها المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء والمسنين. مشكلة العالم حالياً يمكن اختزالها في عقبة وحيدة؛ بنيامين نتنياهو.. ومتى سقط نتنياهو ستتحسن فرص إحلال سلام عادل في الشرق الأوسط.