ثمن رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس صدور التوجيه الكريم بتخفيف وتقصير مدة خطبتي وصلاة الجمعة في الحرمين الشريفين، لتكون في حدود 15 دقيقة، وبتأخير الأذان الأول، لتكون المدة بينه وبين الأذان الثاني 10 دقائق، ابتداءً من خطبة اليوم الجمعة 1445/12/15، وحتى نهاية فصل الصيف.
وقال السديس إن التوجيه الكريم يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، على صحة وراحة وسلامة ضيوف الرحمن، والتيسير والتخفيف ودفع المشقة عنهم وعن المصلين الذين يشهدون الجمعة بالحرمين الشريفين.
السعودية.. الإنسان أولاً
جعلت السعودية حفظ النفس وصيانتها وحمايتها من مبادئها السياسية الأساسية، وهو ينطلق من مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة وضرورياتها الخمس، إذ يقول الله تعالى: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا»، لذا فإن مبدأ الحكومة السعودية كان ولا يزال «الإنسان أولًا»، ومن هنا فإن مقترح تقصير خطبتي الجمعة في الحرمين الشريفين لتكون 10 دقائق بدلاً من 30 إلى 45 دقيقة حاليًا، تخفيفًا على المصلين في ظل ظروف الحرارة المرتفعة، هو أخذٌ بمبدأ الوقاية والحفاظ على النفوس.
وما تشهده منطقتا مكة المكرمة والمدينة المنورة حاليا من زحام شديد، يجعل كثيراً من المصلين معرضين لحرارة الشمس الشديدة بشكل مباشر، في أوقات تبلغ فيها درجات الحرارة ذروتها من الساعة 11:00 صباحا إلى 4:00 عصرًا، مما يجعل الأذى والضرر الذي يتعرض له المصلون أمرًا مؤكدًا يستوجب التخفيف لحمايتهم من الإجهاد الحراري وما يسببه من إعياء للمرضى وكبار السن.
وتعمل قيادة السعودية دائما على رعاية ضيوف الرحمن وتحرص على توفير سبل الراحة والسلامة والطمأنينة لهم في كل أحوالهم، ليؤدوا عبادتهم في يسر وسهولة دون حدوث الأذى أو الضرر، فالسعودية هي مملكة الإنسانية التي تعتبر أن هناك علاقة وثيقة بين حماية النفس البشرية الطاهرة وبين الأخوة الإنسانية، فحفظ النفس مقصد من مقاصد الشريعة الغراء ومبدأ إنساني من مبادئ الحفاظ على حياة الناس وأرواحهم.