يقترب موعد معرفة الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024؛ التي ستجرى بعد غدٍ (الثلاثاء). وهو موعد مهم لكثيرٍ من دول العالم، لكنه حاسم بالنسبة للمنطقة العربية؛ التي تشهد حربين غاشمتين تشنهما إسرائيل على قطاع غزة، وعلى لبنان، مستبيحةً كل الثوابت في غزة وجميع أرجاء لبنان. ويخيّم صمت مطلق على الجهات التي كانت تروِّج لصفقة وشيكة بين حركة حماس وإسرائيل، وبين إسرائيل ولبنان؛ إذ إن من الواضح أن إسرائيل -ممثلةً بنتنياهو- تريد أن تعرف هوية الرئيس الأمريكي الجديد. وعلى رغم أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أعلن، أمس الأول، أنه أمر مزيداً من قاذفات القنابل، والطائرات المقاتلة، وأنظمة الدفاع الجوي العالية الكلفة، والجنود والبحارة للانتشار في المنطقة، وبرر ذلك بحماية القوات الأمريكية، وضمان «حماية إسرائيل»!. ممن سيحمي أوستن إسرائيل إذا كانت الأخيرة تزعم أنها قضت على حماس وحزب الله، وقلّصت قدرات إيران على صنع الصواريخ البالستية؟ هل تمارس ما تمارسه من فظائع ومذابح وتدمير في غزة ولبنان لتخويف بقية الدول العربية؟ هل تتخيل إسرائيل أنها ستمحو الشعبين الفلسطيني واللبناني من على ظهر الوجود؟ هل تستطيع أن تفرض أمراً واقعاً جديداً في فلسطين ولبنان؟ إنه منتهى الاستهتار والازدراء بالمجتمع الدولي، وبالعقل السوي للشعوب العربية وأشقائها، وأصدقائها، والأصوات الحرة في المجتمع الدولي. وقد رأى العالم كيف ازدرى نتنياهو وحكومته بالأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، وتمرير الكنيست قانون منع وكالات الأمم المتحدة من العمل في فلسطين؛ بل رأى العالم كله كيف استهدف جيش نتنياهو قوات (اليونيفيل) في جنوب لبنان. لا بد من إعادة النظر في منظومة الأمم المتحدة، وإصلاح مجلس الأمن الدولي، خصوصاً آلية حق النقض (الفيتو)؛ لضمان وجود منظمة أممية فعالة، قادرة على حماية الشعوب المحتلة والمضطهدة.. وهي قضية سيأتي يومها مهما طال الانتظار.