-A +A
ياسر عبدالفتاح (عكاظ) @okaz_online
لا يمكن قراءة نبأ مقتل 56 إيرانياً بسبب التدافع أثناء تشييع قاسم سليماني إلا متبوعاً بدموع ذرفتها طهران في موسم حج سابق على عدد من الحجاج المنهكين الذين سقطوا في تدافع عند جسر الجمرات. كيف لدولة تتعثر في تنظيم جنازة أن ترفع عقيرتها ضد بلد ظل ينجح عاماً تِلْوَ عامٍ في إدارة حشود تقارب 3 ملايين يأتون من كل فج عميق، من دون أن تسجل حادثة تدافع، كما حدث العام الماضي؟ طغى ضجيج صواريخ طهران الموجهة إلى قاعدة «عين الأسد» على خبر ضحايا تدافع الجنازة. وكعادتها في مثل هذه الخيبات، نذرت الوسائل الحليفة لملالي طهران للرحمن صوماً عن الكلام، وأغلقت عيونها وآذانها و«شاشاتها» أمام الحدث غير المسبوق.. ضحايا يلحقون بالمشيَّع بسبب سوء التنظيم، وتواضع القدرة الإيرانية على إدارة الحشود لساعات، وليس أياماً. لو أن ريحاً عصفت بآلية في جدة مثلاً، لأغرقوا عمائمهم بالدموع، أما أولئك الذين سحقتهم أقدام المحزونين في جنازة جنرال الشر فلا بواكي عليهم!