جرائم الاسد
جرائم الاسد
-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول) GhadawiAbdullah@
توفي نادر عبود أبو يوسف في إدلب نتيجة احتشاء عضلة القلب، بعد رؤيته جثة ابنه المعتقل لدى النظام السوري، والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، إذ تصدرت جمعيات سورية وأمريكية مهمة نشر هذه الصور على الإعلام... انتهى الخبر.

قبل أعوام، قيل أن رجل أعمال سوري تواصل مع فريق قيصر «الحقيقي»، وليس «الأندية» المزيفة الحالية التي اتخذت من الملف تجارة، كان التواصل عبر وسطاء،، هذا الرجل قال لفريق قيصر إنه توصل إلى سماسرة طلبوا سبعين ألف دولار من أجل الوصول إلى صورة جثة ابنه وهو ميتاً..لا حياً.. ولم يكن الابن من بين هذه الصور، كانت التجارة رابحة على كل صورة من صور المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب.


حفنة من الدولارات مقابل ألم وقهر واستهتار بمشاعر أم الضحية أو زوجته أو طفله، أو الأصدقاء والجيران وغيرهم من المحيط الاجتماعي، هذه الصورة سترسخ في ذاكرة الأهل ما داموا على قيد الحياة، يريد من يسرب هذه الصور أن يحول حياة أهالي المعتقلين إلى جحيم، يريد من هم أن يتوبوا توبة عن المطالبة بالحرية والكرامة، يريد تأديب الشعب السوري، وتجريح أهالي المعتقلين واللعب بمشاعرهم، هي حملة مزيج من التجارة والتخويف والشهرة ولفت الأنظار لافتتاح منظمات جديدة على ظهر هذا الملف.

اللافت أنه حتى الآن، صاحب الملف الأصلي «فريق عمل قيصر» لم يسرب أياً من الصور للمعتقلين، حتى التسريب الأول للصور كان من خلال معارضين سوريين أرادوا احتكار الملف، فركلهم قيصر وأصبحوا خارج الدائرة، وهم مرة أخرى يتسللون إلى هذا الملف للعبث به وتحويله إلى سلعة.

ملف قيصر كان الملف النقي الوحيد في أوراق المعارضة السورية، وخلال أقل من شهر من إعلان الخارجية الأمريكية سريان القانون في السابع عشر من الشهر الجاري، تصارع السوريون على الملف كالديوك، «يتناتفون» صور المعتقلين والقتلى ويتسارعون إلى نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، بأغراض متعددة، لكنها حتماً لا تفيد مسار الملف ولا مصالح ولا مشاعر أهالي المعتقلين، وكأن من قضى سلعة ليس إلا، هؤلاء الناشرون لرائحة الموت على الميديا لا يختلفون عن الإعلامية السورية كنانة علوش التي التقطت «سيلفي والجثث خلفها في إدلب».. هم يرقصون على الجثث بطريقة أكثر إيلاماً، ذلك أنها مزيج من التجارة والبزنس.

إذاً؛ من قتل نادر عبود؛ نحن هنا أمام جريمة مكتملة الأركان، فثمة مسبب لوفاة نادر أب أحد الضحايا، لكن من يحاكم هؤلاء، وما هي الأهداف لنشر الموت على وسائل التواصل الاجتماعي!؟

كان نداء قيصر وسامي في السابع عشر من مايو الماضي، في حوار أجرته «عكاظ» من أجل العمل الجماعي المنظم من السوريين والمعارضة، ليكون هذا الملف لكل السوريين، إلا أن بعض المعارضين ذهب إلى أفعال انتقامية من أجل التشويش على فريق قيصر ونشر صور الضحايا على دفعات في كل يوم للقضاء على وهج قيصر.. إن هذا المطلب الأول والأخير لنظام الأسد.. فمن يفعل ذلك!؟