-A +A
رياض منصور (عمان) okaz_online@
رغم سقوط الشيطان الأكبر وثبوت تورطه في الإرهاب بقرار قضائي أمريكي أدان إيران بالمسؤولية الكاملة عن تفجيرات 14 سبتمبر وتفجيرات الخبر وفرض تعويضات على طهران تصل لنحو مليار دولار، إلا أن ردة الفعل الدولي على تورط النظام الإيراني في العمليتين الإرهابيتين كانت دون المأمول.

قرار القضاء الأمريكي بعد ربع قرن على حادثة تفجير الخبر كان فرصة مناسبة للمجتمع الدولي للتحرك نحو مجلس الأمن لتحقيق إجماع دولي لاتخاذ إجراء عسكري ضد النظام الإيراني حتى سقوطه والقضاء على رأس الإرهاب في العالم، وهو ما يجمع عليه خبراء السياسة ومكافحة الإرهاب في العالم وفي نفس الوقت تحريك الملف في المحكمة الدولية بلاهاي لمحاكمة قادة النظام الإيراني كمجرمي حرب.. وتقديمهم للعدالة،


إذن يثبت للعالم أن الاتهامات التي كانت توجه لإيران بتمويل ودعم الإرهاب لم تكن مجرد ادعاءات بل أثبتها القضاء الأمريكي طيلة سنوات من التحقيقات وبالأدلة القاطعة على ارتكاب نظام خامنئي تفجيرات14 ضد المنشآت النفطية السعودية وتفجيرات الخبر لتكون بذلك الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، بتقديمها دعماً بمختلف أنواعه بما في ذلك التمويل والتدريب والتزويد بالمعدات، إلى الجماعات الإرهابية حول العالم، خاصة مليشيا حزب الله في لبنان وحماس في غزة والحشد الشعبي في العراق والحوثي في اليمن.

الولايات المتحدة الأمريكية ورغم أنها تصنف النظام الإيراني على أنه أكبر دولة راعية للإرهاب منذ عام 1984، فإن عقوباتها لها قد أثرت كثيراً، وأدت إلى انحسار الإرهاب الإيراني خلال عام 2019، خاصة بعد تصنيف قوات الحرس الثوري وذراعها خارج الحدود، فيلق القدس، في أبريل من العام الماضي على أنهم «جماعات إرهابية أجنبية».

بعد قرار القضاء الأمريكي الحاسم لا بد لدول العالم الآن إعادة النظر في الوجود الدبلوماسي الإيراني فيها، فالمعلومات التي قادت إليها التحقيقات كشفت أن إيران تستخدم الغطاء الدبلوماسي وتقوم باستخدام العصابات الإجرامية وعصابات المخدرات لتنفيذ عملياتها السرية في الخارج.