جالت «عكاظ» أمس (الثلاثاء) على عدد من مطاعم لندن. وعلى رغم تباين الأماكن التي شملتها الجولة، لم يكن ثمة كرسي شاغر! فقد غصت جميع المطاعم بلا استثناء بالبريطانيين، الذين قرروا تلبية دعوة وزير الخزانة ريشي سوناك لتناول وجباتهم أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء، ودفع نصف قيمة الفاتورة، على أن تتحمل الحكومة البريطانية دفع نصف القيمة لأصحاب المطاعم. وكانت منطقة «الوست اند» (غرب لندن) أكثر ازدحاماً بمرتادي المطاعم، خصوصاً عشاق الوجبات السريعة، من مطاعم ماكدونالدز، وبيرغركنغ، وناندوس، وكنتاكي. وكان سوناك أعلن أنه خصص 500 مليون جنيه لسداد تلك الفاتورة من أموال دافعي الضرائب. ويشترط لتستفيد من العرض أن تأكل في المطعم، وليس «تيك أواي». ومع الفرحة التي أثارها ذلك الكرم الحكومي، خصوصاً على الأسر والأطفال؛ إلا أن منتقدي رئيس الوزراء بوريس جونسون أعابوا عليه أنه دعا الأسبوع الماضي إلى حملة على البدانة، مناشداً شعبه الامتناع عن تناول الوجبات السريعة. وها هو يعرض تلك الوجبات نفسها على مواطنيه بنصف قيمتها! وكان الإقبال على بعض مطاعم الوجبات السريعة كبيراً إلى درجة انتظام طوابير طويلة أمامها. وقال صاحب سلسلة مطاعم مكسيكية لصحيفة «إيفينينغ ستاندرد» أمس إنه تلقى 15 ألف طلب لحجز مقاعد طوال الـ 13 يوماً المخصصة للعرض الحكومي. وتأتي الخطوة «الحاتمية» الحكومية في سياق مسعى لإعادة الروح إلى قطاع الضيافة الذي تضرر أكثر من غيره من القطاعات من جائحة كوفيد-19. ولذلك سارع 72 ألف مطعم ومقهى للالتحاق بهذا البرنامج السخي.