هل يبقى الفايروس على أزرار المصاعد؟
هل يبقى الفايروس على أزرار المصاعد؟
-A +A
«عكاظ» (لندن) OKAZ-online@
يأتي فايروس كورونا الجديد كل يوم بجديد لم يخطر على بال أحد. ولعل أحدث المعلومات عن كوفيد-19 هي التي أعلنها أمس الأول علماء جامعة كيوتو الطبية اليابنية الذين قالوا إنهم اكتشفوا أن فايروس كورونا الجديد يمكن أن يبقى حياً ومُعدياً لفترة تصل إلى تسع ساعات على بشرة الإنسان. وأضافوا أنهم أجروا تجارب في مختبراتهم أثبتت ذلك. وأشاروا إلى أن فايروس كوفيد-19 يعيش فوق بشرة الإنسان مدة تفوق بقاء فايروس الإنفلونزا بنحو أربع ساعات. وخلص العلماء اليابانيون إلى أن هذا الاكتشاف يؤكد أهمية الإرشادات الخاصة بتكرار غسل اليدين، إلى جانب التدابير الاحترازية الأخرى.

وفي سياق ذي صلة؛ قال علماء المركز الأسترالي للاستعداد للأمراض إنهم أجروا دراسات خلصت إلى أن فايروس كورونا الجديد يمكن أن يبقى حياً على أوراق النقد، والأسطح الأخرى لمدة أسابيع. وزادوا أن ذلك يثبت المخاطر المتمثلة في الإمساك بالأوراق النقدية، والأجهزة المزودة بشاشات زجاجية. وذكر العلماء الأستراليون أن التجارب التي قاموا بها تؤكد أن فايروس كوفيد-19 يمكن أن يظل ناشطاً على تلك الأسطح لمدة تصل إلى 28 يوماً، خصوصاً على الأسطح الملساء، كالشاشات الزجاجية الخاصة بالهواتف النقالة، وأوراق النقد البلاستيكية، في درجة حرارة الغرفة، التي قد تصل إلى نحو 20 درجة مئوية. وفي المقابل، فإن فايروس الإنفلونزا يمكن أن يعيش على الأسطح الملساء فترة تصل إلى 17 يوماً فقط.


بيد أن أستاذة الطب في جامعة كاليفورنيا الأمريكية البروفسور مونيكا غاندي أدلت بمعلومات مثيرة للارتباك. فقد ذكرت أمس الأول أن فايروس كورونا الجديد لا يتفشى من خلال الأسطح، كمقابض الأبواب، ومفاتيح الإضاءة الكهربائية. وأضافت أن أي فايروس يُترك على أي سطح يضعف ويصبح خائراً، إلى درجة أنه لا يصيب الإنسان بأي مرض! وإذا صدّقنا خلاصات هذه الأبحاث الأمريكية فذلك يعني التقليل من شأن الإرشادات الداعية إلى غسل اليدين، والتزام التباعد الجسدي، وارتداء قناع الوجه. كما يعني أنه لا داعي لبخ الأسطح بالمطهرات المبيدة للجراثيم التي كثر استخدامها بعد اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد. وأكدت البروفسور غاندي لموقع «نوتيلس» العلمي الأمريكي أنه لا تفشي فايروسياً من خلال الأسطح. وزادت: بتنا نعرف الآن أن التفشي الفايروسي لا يتم من خلال مس الأسطح أو مس الأعين، وإنما يتم من خلال الاقتراب من مصاب ينفث الجزيئات الفايروسية من فمه، أو أنفه، من دون أن يكون مدركاً في الغالب أنه أصلاً مصاب بالفايروس! وكانت مجلة «لانسيت» الطبية نشرت أبحاثاً خلصت إلى أن مخاطر العدوى من الفايروس الذي بقي طويلاً على أحد الأسطح ضئيلة جداً.

وفي سياق متصل؛ ذكر تقرير للجمعية الملكية البريطانية أمس الأول أن الحياة لن تعود فجأة إلى طبيعتها حتى بعد اكتشاف لقاح ناجع. وأضاف التقرير أن توزيع المصل سيستغرق فترة لا تقل عن عام. ونصح بأن تُبقي السلطات التدابير الاحترازية أطول وقت ممكن، ثم تقوم بتخفيفها تدريجياً، على مدى أشهر، حتى تتحقق «مناعة القطيع». وذكر التقرير أن على الناس أن يكونوا واقعيين في توقعاتهم بشأن ما يمكن أن يحققه اللقاح، خصوصاً في ظل العقبات اللوجستية التي ستعيق عملية توزيعه على السكان. وأشار إلى أنه حتى لو أتيح لقاح بحلول الربيع القادم، فإن تطعيم أكبر عدد من السكان لإعادة الحياة لطبيعتها سيستغرق أشهراً.